ارسال بالايميل :
601
يمن اتحادي - القدس العربي
ذكرت صحيفة ناطقة بالعربية صادرة في لندن، أن الدول الخليجية شهدت خلال الأيام الماضية تحركات دبلوماسية غربية ملفتة للنظر، حيث احتضنت أبوظبي ومسقط لقاءات مكوكية لسفراء الدول الغربية بقيادات ميليشيا الحوثي الانقلابية والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم اماراتياً، في محاولة للتوصل لصيغة سياسية لحل الأزمة ووقف الحرب في اليمن، بعيدا عن الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي.
وأوضحت "القدس العربي" أن دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان كانت الحاضنة لهذه التحركات الدبلوماسية الغربية التي أصبحت قبلة للسفراء الغربيين لدى اليمن بدءا بالسفير الأميركي، مرورا بالسفير البريطاني وانتهاء بالسفيرة الألمانية، حيث تكررت اللقاءات الدبلوماسية الغربية مؤخرا في أبوظبي بأفراد عائلة الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح وقيادات حزب المؤتمر الشعبي العام، وكذا قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، ذو التوجه الانفصالي بدعم إماراتي، والذين تحتضنهم الإمارات جميعا وتدعمهم لأداء دور سياسي في المستقبل اليمني من أجل خدمة مصالحها.
وبحسب الصحيفة، كانت العاصمة العمانية مسقط أيضا المحطة الأكثر احتضانا للقادة الحوثيين، منذ الحرب اليمنية، حيث يقيم فيها بشكل دائم رئيس الفريق التفاوضي في ميليشيا الحوثي محمد عبد السلام والعديد من القيادات الحوثية، والتي تعد المحطة الرئيسية للتواصل المباشر مع قيادات جماعة الحوثي.
ولفتت الصحيفة إلى أن سفراء الولايات المتحدة الاميركية وألمانيا وبريطانيا كانوا التقوا خلال الأيام القليلة الماضية بقيادات حزب المؤتمر الشعبي العام والمجلس الانتقالي الجنوبي وكذا بقيادات من ميليشيا الحوثي، في كل من أبوظبي ومسقط، بعيدا عن الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس هادي، الذي أصبحت حكومته تواجه ضغوطات كبيرة للرضوخ لأي صيغة لحل الأزمة في اليمن، خاصة من قبل دول التحالف العربي في اليمن، بقيادة السعودية، عقب التوقيع على اتفاق الرياض في 12 الشهر الجاري، بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي، برعاية الرياض.
وقالت الصحيفة إنه "على الرغم من أن هذا الاتفاق كان مجحفا في حق الحكومة الشرعية، إلا أنها نزولا عند الرغبة والضغوط السعودية أجبرت على التوقيع عليه، ومع ذلك لم ير النور على أرض الواقع حتى الآن، ولم تكن محصلته سوى شرعنة الانفصال الجنوبي، الذي تدعمه الإمارات من أجل خلق كيانات مسلحة تابعة للإمارات والإبقاء على دولة يمنية هشة عاجزة عن التحكم بمقاليد على أرض الواقع، كما هو الحال الراهن في محافظة عدن والمحافظات المجاورة لها التي تقع سيطرة المجلس الانتقالي بدعم عسكري إماراتي".
وأشارت الصحيفة إلى أن السفيرة الألمانية كارولا مولر لدى اليمن قامت أيضا بما يشبه التحرك الدبلوماسي الذي قام به نظيرها الأميركي، حيث تلعب برلين دورا محوريا في دعم الحوثيين وفي احتضان مواقفهم منذ وقت مبكر.
وأضافت الصحيفة "أما السفير البريطاني مايكل آرون فيعد العراب النشط لقناة التواصل الخلفية مع الانقلابيين الحوثيين والانفصاليين الجنوبيين على حد سواء، حيث تعتبر لندن المحافظات الجنوبية ضمن مناطق نفوذها، بحكم أنها كانت ضمن المستعمرات البريطانية، بالإضافة إلى التحرك الدبلوماسي النشط مع الانقلابيين الحوثيين، الذي كشفت المصادر الإعلامية الغربية مؤخرا أن السفير البريطاني لدى اليمن رتب لنقل لقيادات حوثية عبر زوارق بريطانية من ميناء الحديدة التي تقع تحت سيطرة الحوثيين إلى سلطنة عمان".
وأفادت الصحيفة أن المصادر الغربية تحدثت عن أن الدبلوماسية الغربية لعبت دورا في خلق قناة تواصل مباشرة بين الانقلابيين الحوثيين والسلطات السعودية، والترتيب لعقد لقاءات عديدة في سلطنة عمان بين الحوثيين وقيادات أمنية وعسكرية سعودية رفيعة، خلال الفترة القليلة الماضية، والتي جاءت جميعها بعيدا عن الحكومة اليمنية الشرعية، التي أصبحت حبيسة الإقامة الجبرية في الرياض والتي أضعفها طول أمد الحرب من دون تحقيق نتائج عسكرية على أرض الواقع.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذه التحركات الدبلوماسية الغربية تزامنت أيضا مع تحركات مماثلة من قبل المبعوث الخاص للأمين العام للأمم إلى اليمن مارتن غريفيث الذي بارك أيضا التحركات الدبلوماسية الغربية والخطوات السعودية بشكل أخص.
وقالت الصحيفة أنه على الرغم من تفاؤل غريفيث في التحركات الرامية إلى وقف الحرب، يرى اليمنيون أنه لا أمل في كل ما يجري من تحركات على الصعيد الدبلوماسي، حيث علق عضو مجلس النواب "البرلمان" اليمني، شوقي القاضي على ما يجري حاليا بالقول "ستطول الحرب في اليمن، وستستمر معاناة اليمنيين، ما دام هناك تجار حروب مستفيدون من الحرب، تُدِرُّ عليهم الملايين والملايين، والضحايا هم اليمنيون عموما".
ودخل اليمن في اتون حرب اهلية منذ اجتياح الحوثيين العاصمة صنعاء في سبتمبر 2015 وانقلابها على السلطة الشرعية المتوافق عليها دولياً.
وتقود السعودية منذ مارس 2015 تحالفا عسكريا بهدف انهاء انقلاب الحوثيين واعادة الشرعية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي إلى اليمن.
اضف تعليقك على الخبر