يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

الأيادي البيضاء – مبادرة عمانية ستخلد في وجدان الاجيال اليمنية وستسجل في التاريخ كإحدى صور التكافل الانساني المتميز

الجمعة 28/يوليو/2023 - الساعة: 1:02 ص
الأيادي البيضاء – مبادرة عمانية ستخلد في وجدان الاجيال اليمنية وستسجل في التاريخ كإحدى صور التكافل الانساني المتميز

 

الكاتب : محمد احمد اليافعي

قليل منا سمع عن مبادرة الايادي البيضاء الطبية العمانية وذلك ليس لتواضع جهودها ولا لقلة انجازاتها بل لان نهجها يأتي ضمن نهج طيب العطاء النبيل الذي رسمه السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله في تعاونه مع جيرانه وعزز هذا النهج الكريم السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ليتم العون وتقدم المساعدة من الحكومة والشعب العماني لأشقائهم اليمنيين بعيدا عن اي دعاية او إعلام او عبارات المن او الاذى او إستغلال مساعداتهم لتحقيق مصلحة جيلوسياسية او إجتماعية او تحقيق نفوذ على حساب شعب وارض جيرانهم .

بطل هذه المبادرة مواطن عماني وهو الدكتور سالم الجحفلي والذي أسس هذه المبادرة بداية على مجموعة الواتساب عام 2018 بدافع التكفل لعلاج طفلة يمنية – مصابة بالسرطان كانت في مستشفى السلطان قابوس لميستطيع اهلها توفير نفقات علاجها ، ثم تكفلت المبادرة بعلاج حالة يمنية ثانية وثالثة ليتجاوب مع هذه المبادرة بعض العاملين في المجال الصحي ثم يلتحق بها المئات من افراد الشعب العماني الاصيل ليتمكنوا من مساعدات عشرات الحالات من المرضى اليمنيين في مختلف الحالات وبتكاليف وصلت لمئات الالاف من الدولارات ويؤمنوا لهم العلاج المجاني والسكن ،ثم انضم للمبادرة اكثر من الف شاب وشابة من ابناء عمان الخير ووصل خيرها لجنسيات اخرى غير يمنية لتحتضن المبادرة رسميا الحكومة العمانية وتضمها للهيئة العمانية للأعمال الخيرية وتفتح لها حسابات التبرعات في البنوك الرسمية
كانت فكرة هذه المبادرة بداية ان يدفع المواطن العماني المتفاعل مع المبادرة ثلاثة ريالات شهريا كحد ادنى(ثلاثين ريال سعودي ) لصندوق المبادرة في المستشفى تخصص لمواجهات النفقات العلاجية لمرضى اليمنيين الذين يلجأون للسلطنة واستطاعوا بهذه المبادرة ان ينقذوا مئات الارواح سواء من امراض الاورام السرطانية او عمليات القلب المفتوح أو زراعة الاعضاء التعويضية للجرحى وغيرها من الحالات والتي ايضا كانوا يأمنوا بدل سفر علاجي للحالات التي تستدعي سفرها لخارج السلطنة .
غني عن القول ان هذه المبادرة التي اذكرها اليوم مجرد غيض من فيض مما تقدمه دولة عمان لجيرانها في اليمن في هذا الظرف العصيب الذي يعيشه الاخير نتيجة الحروب الطاحنة في ارضه عبر سلسلة من برامج الاغاثة والتنمية للمحافظات المجاورة للسلطنة ادراكا من قيادة هذا الشعب الكريم للروابط والجذور التاريخية الممتدة لألاف السنين بين اعظم حضارتين في الجريزة العربية كان كل منهم للاخر الجار والمغيث والمنجد والدار في الخطوب والكوارث والمحن لتمثلا مجورتهما على مدى الاف السنين انصع تجارب التعايش بين الحضارات الاممية

وارجع لحديثي عن مبادرة الايادي البيضاء التي اتمنى ان نعيش لنراها قد عممت ليس في ربوع سلطنة عمان فقط بل تمتد لتشمل مختلف الاقطار ويستفيد منها مئات الالاف من الأرواح المتالمة اذين فتك بها المرض وعجزوا عن مواجهات نفقات العلاج بمختلف دول العالم.
ولعلني اتسأل متفائلا هل نحن امام تجربة انسانية لمساعدة المرضى جول العالم للحصول على حقهم في العلاج تشبه التجربة الاجتماعية لمساعدة الفقراء والذي نتج هنها مايسمى اليوم سلسة بنك الفقراء؟؟
وهل ستكون ولاية صلالة الخير للمرضى حول العالم مثل قرية جوبرا للمعدمين والتي انجبت لنا فكرة اكبر وأول مؤسسة اقتصادية للفقراء من مبادرة إنسانية لشخص أحس بمعاناة من حوله يشبه الدكتور علي الجحفلي أسمه الدكتور محمد يونس في بنجلاديش والذي حصل على جائزة نوبل للسلام بسبب مبادرته الاجتماعية الناتجة عن تعاطفه مع اناس معوزين جل احتياجهم كان قرضا ب27دولار ليعيشوا حياة كريمة مما تمخض عن تجربته مايسمى مصرف جوبرا عام 1983م ( بنك الفقراء) والذي يعتبر مشروعا اجتماعيا و يستفيد منه اليوم عشرات الملايين من الفقراء حول العالم ويضم حالياً ما يزيد على 2700 فرع، ويعمل لديه اكثر من 26 ألف موظف، وأقرض البنك مليارات الدولارات للملايين من الفقراء لتقوم مئات الالاف من المشاريع الصغيرة حول العالم .

كم تحتاج البشرية لمثل هذه المبادرات الانسانية فشكرا لكم اصحاب مبادرة الايادي البيضاء في سلطنة عمان وشكرا لكل المتعاطفين معنا من إخواننا وجيراننا في الجزيرة العربية والتي لن ننسى مواقفهم سواء على المستوى الشعبي او الرسمي
ولعل من اهم ما سنخرج منه كمجتمع يمني من الشدائد ان نعرف بها معادن جيراننا ومواقفهم، فلن ينسى التاريخ ولن تنسى الاجيال اليمنية من وقف معهم في هذا الظرف العصيب موقف الصديق والجار، وبالمقابل لن ينسون من أعطى بمن وأذى واستغل الحاجة والوضع الراهن ليحقق مصالح جيوسياسية او مصالح اقتصادية على حساب مأسي الشعب اليمني او شارك بتأجيج الفتنة والصراع بطريقة او بأخرى ، والأيام دول وسنن التاريخ تسطر ان الزمن دوار ولا يديم حال على حاله .

اضف تعليقك على الخبر