ارسال بالايميل :
8285
بقلم : عمر الحار
تنتظر المبعوث الاممي الجديد لليمن السويدي هانز غروندبرغ،عقب تسلم مهامه الرسمية بالامس مستجدات طارئة وهامة في الازمة اليمنية و حربها الضروس والغموس الدائرة بلاهوية لقرابة سبعة اعوام ،لوقوفها على قدم المساواة في الانهزام لشعارها المذهبي وشعارها الثوري والوطني ،في ظل التصعيد الجنوني لحرب مليشيات صنعاء على مدينة مأرب وازدياد جرائمها بحق المدينة وسكانها والتي ترتقي جميعها الى مستويات جرائم الحرب ضد الانسانية واعتمادها على استخدام القوة المفرطة والاسلحة المحرمة في معاركها الدائرة من كل اتجاه على المدينة دون ان تعط المليشيات الرعناء اذان صاغية لدعوات الدولية لها بضرورة ايقاف الحرب عليها،ومضاعفة صعوبتها بالعجز عن تقديرات الموقف القتالي او الاحاطة بحجم الهجوم الواسع والمتواصل الذي تتعرض له لاكثر عام ونصف وسط صمت دولي واقليمي مطبق .
و تقاتل مأرب باردتها الذاتية التي لاتقهر على الرغم من طبيعة ووحشية العدوان عليها المتصاعد بقوة التأثيرات غير العادية والمباشرة على صمودها الاسطوري .
فهل بمقدور السفير الاممي الجديد عمل المستحيل وايقاف قتل مأرب? ووضع حد لنزيف دمها الطاهر والكريم و الممتد لاعوام? ،ام سيغض الطرف عنها? وتركها تواجه مصيرها بالموت او الحياة في معاركها غير المتكأفيه مع المليشيات? والاكتفاء بالنظر لها عن قرب وهي تقاوم بحميتها الوطنية والقبلية وشكيمة رجالها الاشاوس همجية كهنوات المليشيات الحوثية وجبروت قوتها الظالمة? وهل سيجعل معركة مأرب في سلم اولويات مهامه الرسمية ?ام سيعطي الاهمية غيرها من الملفات?
وقد تكون حزمة التساؤلات الجوهوية الموجه لسفير الاممي خارج اطار اهتماماته مالم تعمل قيادة الشرعية على عملية السيطرة المبكرة عليه،و القيام بتفعيل ادوارها في الدوائر الدولية المعنية بالازمة اليمنية ،ومحاولة ارتكابها القفز من مربع صمتها الموجع ، والعزم على مغادرة فشلها في التعاطي مع صغائر الامور وعظائمها وبقدر واحد من العناية والاهتمام ، والتفكير في اعادة برامجها ونهجها التفاوضي مع كافة اطراف الازمة ،ووضع نصب عينيها كيفية حسن استغلال املاء شروطها على مبعوث الامم الجديد في الوقت المناسب ،فان لم تستطع تحقيق ذلك التوجه الاستراتيجي فانها لن تستطع من تحقيق اية تقدم لها في حاضر ومستقبل المفاوضات وسيظل موقفها ثانوي ومكمل لحسبة طاولاتها فقط ،وفقدان حساب ثقلها فيها وبصورة نهائية.
وربما اضاعت الشرعية فرصة كثيرة و ثمينة، وهذه لعلها فرصتها الاخيرة في الوجود .
وهي مطالبة اليوم بالمبادرة في استعادة نصاب الامور اليها بدلا من الاستكانة في التفريط فيها،لما لها من عواقب وخيمة عليها في الاول والاخير قبل استكمال عملية ذبح مأرب وقتل اليمن وضياعها .
اذن الكرة في مرمى الشرعية قبل مبعوث الامم وعليها ان تعيد قرأة مواقفها المخيبة للآمال الف مليون مرة، والاستفادة من اخفاقاتها ،والعمل المثابر لتجاوزها،والتفكير في صناعة مواقف تنقذها الوقوع المزري في مزبلة التاريخ، وفوزها بجرم الخيانة العظمى في بيع اليمن .
والتاريخ لايرحم الخونة ويضعهم في منازلهم التي يستحقون .
تلكم مخاوف املتها علينا ظروف المرحلة، وعلى الشرعية تقديرها والعمل على بث مواقف تؤهلها لاستعادة ثقتها بالشعب والمفقودة منذ الوهلة الاولى للازمة واندلاع الحرب ،وعليها ان تقدر اهمية عامل الوقت بالنسبة لمأرب وتغتنم كل ثوانيه لتغيير موازين المواجهات في مأرب او ايقاف الحرب عليها ان امكن عليها ،وبعدها لكل حديث حديث .
والسكوت على جربمة التضحية باخر قلاع الشرعية والوطن جريمة لا تغتفر ،وغير قابلة لوجهات النظر ،و عواقبها الانية والمستقبلية لا منها مفر .
فهل من مدكر ???!!!
وهل تعي الشرعية بان معركة مأرب مفتوحة مع فلول الامامة الاثني عشرية المتجددة و ممتدة معها من السنة الثانية للهجرة ?
ذلك سؤال موجه لها وعليها فهمه قبل ان تجيب عليه .
وهناك حقيقة مجردة ومطلقة تقول بان لم يجيد قرأة دروس التاريخ ويعرف كيف يستفيد منها،فلا يمكن له ان يجيد استخدام ادوات الانتصار لها .
اضف تعليقك على المقال