ارسال بالايميل :
6406
بقلم : عمر الحار
مظاهر الشرعية والانهزام متعددة ومتداخلة مع بعضها،كتوأم سيامي يصعب الفصل بينهما جراحيا،بعد اشتداد عريكتهما مع الازمة التي ترزح اليمن تحت وطأتها لسابعة من الاعوام على التوالي .
وتكمن معاناة الشرعية في فقدانها لنقطة التوازن عقب الانقلاب الاول عليها ،وشلل قدراتها القيادية منذ الوهلة الاولى له ،وعجزها الذاتي والمبكر عن تفادي قوة الصدمة والاستسلام المظني لتأثيراتها النفسية المرعبة والخضوع لتبعاتها المذهلة والمذلة في الداخل والخارج .
وارتضت الشرعية على نفسها القبول بدور الضحية،ومنح الاخرين فرصة ذهبية لتقليبها على الوجه المرضي لهم ،وتخديرها بامال الانتصار لها والانتقام من قوى الانقلاب عليها،وطاب مقامها واحتجابها في ظلال الصمت ،والضعف والهوان ،طوال السنين الماضية من الحرب التي لم تجن منها الا الخذلان وضياع اليمن وكثرت المؤمرات عليها،والانتفاخ المحرم بالملايين المنثورة كالبهائم لها،فاقدة القدرة مثلهم على تحريك سواكن الامور عقب تفريطها المخجل فيها ،وانفلاتها طواعية من بين ايديها المغلولة بالمال الحرام ،الذي انساها انغماسها الاعمى في مستنقعاته شيئا اسمه اليمن المنكوبة بالحرب والمطحونة بالازمات .
ولم تهتد الشرعية بعد على اسباب غيبوبتها السياسية القاتلة ،وعجزها عن تشخيص ضعف تعاطيها مع موجبات المرحلة، وتخلفها عن مواكبة استحقاقاتها على كل صعيد،وستظل حبيسة عجزها،مسجاة ،فاقدة الحركة في الغرف المظلمة مالم تنتصر اولا لهزيمتها النفسية، وتستعيد ثقتها بنفسها ،والاغتسال بالماء ست والطهارة في السابعة بالتراب من وحل الفساد والاقلاع عن ممارساته المذلة والقاتلة ،ذلكم برتكول علاج اولي قد يفلح في خروجها مما تعانيه ويمكن ان يشكل عامل من عوامل استعادة توازنها الذاتي المطلوب لتخلص من حالة الاحباط والاخفاق التي تعيشها . وتعدت اشكاليات الشرعية الوصف الممكن في تعليل حالة اخفاقها عن مواجهة الملفات الثقيلة للازمة او حملها او التعبير عنها ،وسط طغيان الشعور بانعدام وزنها على الارض ،وتركها منزوعة السيادة داخليا وخارجيا،وبصورة قابلة لخلق الذرائع المقنعة بعملية التفكير في الخلاص منها مثلما يروج له .
عثرات الشرعية امام نفسها كبيرة ،وعثراتها امام الوطن اكبر ،واستكانتها لضعفها جريمة ،وخذلانها لشعبها منكر،وعليها بصناعة المستحيل لاستعادة ثقتها بالشعب ،و استنهاض هممها المنهارة من الحضيض،وايقاف ظاهرة انبجاس المخاوف الوطنية منها دفعة واحدة ،والحد من ممارسة سياسة الاحراق الجماهيري لها،وعلى درجة متساوية مع المليشيات الانقلابية عليها في صنعاء وعدن التي تقتلنا بالنار ،وهي تقتلنا بالاسعار .
اضف تعليقك على المقال