ارسال بالايميل :
3457
بقلم : عمر الحار
جريمة العند الثانية و الخامسة بعد اغتيال ابو اليمامة وتفجيرات مطار عدن ويوم العلم، وكلها جرائم ارهابية بامتياز ، و متشابهة الشكل والمضمون وان اختلفت مسمياتها واهدافها وضحاياها البسطاء من القيادات والافراد و الناس .
وهناك خيط قوي لا رفيع فقط يجمع بينها ،يؤكد ترابطها العضوي الوثيق ببعضها مع فارق التوقيت الطويل نسبيا والذي لم يمكن الفاعل من تغيير اسلوبه الاجرامي في تنفيذها،والاقدام على ارتكابها بنفس الجرأة والوقاحة والافراط في الثقة بعدم القدرة في الوصول اليه،ويظهر نمطها المتكرر قدرة المجرم وتمكنه من امتلاك الاسلحة الذكية الاشد فتكا بالضحايا وحصدهم على مسرح الجريمة الممتلئ باشلائهم المتقطعة التي تحكي بشاعتها خلو مرتكبيها من الانسانية وادمانهم على الاجرام .
وهنا ينتهي الفصل من المأساة بتصفية المسرح من قرائن الجرم وشواهده والاكتفاء بتسجيلها في صحيفة الواقعة والسجل الجنائي .ليبدأ فصل جديد من الملهاة ببث ادانة القيادات لها وتوعدهم الكاذب بمتابعة مرتكبيها ومعاقبتهم عليها في غثائية من الكلام المستهلك مع بقايا شرفهم الوطني ان وجد ويجعل اربابها من المجرمين يتماهون في غيهم والضحك المجلجل عليهم في غرفهم المثلجة ،التي لاتشبه برودتها صيف تعز الدافئ الجميل ،ودان الجاني حادثة العصر ،وعبر عن اسفه لوقوعها وحصدها ارواح العدد القليل من البشر ،ولا اثر فالحرب من صنع البشر ، والسلم من رب البشر .
والشرعية تقتل كل يوم ولم تستوعب الدرس من قتلها جهارا نهارا في كل بقعة من بلاد اليمن ،ولم تستفق من غيبوبتها وتعترف بحجم الجرم المرتكب بحقها وطعنها من النحر لا من الظهر ،وهي تقبل كف القتلة وتغسلها بحياء ماء الوجوه والكرامة المرآقة آنا الليل واطراف النهار.
ولم يحفل تاريخ الاجرام بوجود جريمة مكتملة دونما ترك ثغرة في وكر حبكتها يسهل عملية العثور على خيط بل خيوط توصل لفاعلها وباقصر الطرق مهما اوتي من نبوغ عقل واجرام محترف. لكن جرمكم بحق الوطن لايقارن بجرم افراغه عن بكرة ابيه من كرامته وسيادته ،وافقاره من مقدراته و كوادره ونوابغه في شتى الميادين وجعله ذليل يسأل الناس الحافا ،ولا يفكر بمن يقتلون افراد او زرافات ،والموت متربص بالجميع في الوطن القتيل بايديكم وعلى اياديكم القذرة الغارقة في جناية خيانتها ،واستكانتها للضعف، والنفس الامارة بالسوء ،والتحالف المكره على التحالف مع الشيطان.
اضف تعليقك على المقال