ارسال بالايميل :
3943
بقلم : عمر الحار
فجر بداخلي براكين الغضب والدموع،وتركها في تشظيها معالم لطريق ضياع اليمن والعالم العربي،علها ترشد الحائرون على اوطانهم المفقودة في القاهرة ودمشق وبيروت وصنعاء ،وتعيد صناعة ارتباطهم بها وبتاريخهم العربي المتوارئ خجلا في متاهات حاضرهم العفن والهارب من الموت الذي لامفر منه الا اليه .
لم يترك مساحة تستوعب الاحزان في حياتنا ، لكنه حشرها بعبقرية الكلمات والافكار في وهج الكتابة ، وفي جحيم الذكريات .
الكاتب العربي الكبير وعاشق السعيدة خير الله خير الله حفظه الله ،امتشق قلمه الذهبي وسدد ضرباته الصائبة من سهام الكلام الرقيق لكل قلب نابض بحب العروبة وبحب اليمن ،ورثاها بغير مراثي البيان ،كلمات تنسل سيوفا على اعناق حاضرنا المأفون وتبيده في ظلال المعاني العميقة التي تدمي القلوب وتحيلها حطاما في غمرة الاحزان والذكريات وتغسلها بسيول الدموع الطافحة من كل عين .
وحرك الكاتب العربي العملاق كوامن الاشجان في اعماقنا وآحالها هشيم تذروه الرياح في ارجاء المعمورة التي فقدت طاهرة انسانيتها ونقاوة حضاراتها الالفية الزائفة المشيدة بجماجم الشهداء والمعجونة بدمائهم الطاهرة في كل عواصم الحرمان والفقر العربية والمنسية من ضمير العالم ،والغائبة عن مخيلته وذاكرة الممتلئة بالمصالح والاتجار بارواح الابرياء .
رثاء صديقه وفقيد اليمن السياسي الراحل محسن العيني ،ورثاء العرب ومدنها وتاريخها ،ورثاء غياب وجودها المعاصر من خارطة العالم الحر ،رمى بنا في ضفاف من الاحزان الملتهبة التي لا شطآن ،ولا نهاية لها ،ولا افق لها مفتوحة على الاوجاع القادمة من رحم المجهول والغيب ،عرج على مسميات المكان ونسي الزمان الذي نعيشه ، وبحث عن عمق الانتماء العروبي لليمني الاصيل محسن العيني ،. وقال انتمى “الأستاذ محسن” إلى عالم عربي لم يعد موجودا، تماما مثلما أن اليمن الذي عرفناه لم يعد قائما لم يعد من وجود لا لبيروت ولا لدمشق ولا لبغداد. يمنيا، لم يعد من وجود لا لصنعاء ولا لعدن ولا لتعز .
كلمات تذبحنا من الوريد الى الوريد ونسقيها دهاقا العروبة واليمن التي فرطنا فيها ،وقتلت في يوم ربيعي غادر ،و بلا نوعية بتعبير عبقري اليمن وشاعرها البصير البردوني رحمة الله عليه .
اضف تعليقك على المقال