ارسال بالايميل :
3987
بقلم : عمر الحار
لاحد يستطيع منازعة امريكا في رغبتها الجامحة في التغيير المذهبي في المنطقة العربية برمتها ،واليمن في المقدمة منها،دون ان تفصح ببنة شفة عن نواياها الجهنمية التي لارجعة عنها ولا خيار للعرب واليمن على وجه الخصوص من مواكبتها حتى تتجنب مزيدا من الحرب والضياع والتأكل بالسنين .
ونحن مطالبون بالانسياق مع التوجهات الامريكية ،والتعامل معها بعقلانية واضحة معها بعيدا عن الايغال في التعصب المذهبي الاعمى الذي يعني صب مزيدا من الزيت على نار الازمة والحرب وتواصل انقراضنا بها، ومطالبون بازالة الغشاوة عن العيون والتأمل في طوالع النوايا الامريكية واجادة عملية قرأتها بصوت مرتفع ،والعمل على وجه السرعة لازالة الابهام في فهمنا العميق لها،بغض النظر عن منازعة الحق المذهبي في التغيير وارتباطه بارث ديني لحياة ثلاثة ارباع سكان اليمن تناوبت على التنقل في مذاهب شتى .
وتتجلى خطورة الموقف والتوجه الامريكي عقب ظهور واشنطن متيمة بصنعاء وكشف مبعوثها تيم العزم على عودة افتتاح السفارة فيها ائيذانا بترسيخ الانقلاب والتبشير غير المعلن بالاجتياح المذهبي لبقية مناطق اليمن .
وامريكا ام المذاهب الفكرية والفلسفية والدينية المعاصرة وتعمل بمقولة لا مذهب للعوام، وان تمارسها وتريد تطبيقها حتى بالحرب كمدخل تقليدي لفرض اهداف التغيير على الواقع ايا كان لونه وشكله، ديني، سياسي، فكري ،وستظل تمارس رغباتها الاستراتيجية بقوة السلاح ،مالم تشعر بتحرك واعي وعقلاني مستجاب لتطبيقها ويختصر الطريق في الوصول الممكن والمختصر اليها ،والتفكير مليئا في صعوبة استراجع السقوط المذهبي لاربع من عواصم العرب الرئيسة المضافة الى خارطة التمدد الشيعي الواسعة في بلاد المغرب العربي ومشرقه،مما يسهل عليها تثبيت خيارها المذهبي المرضي عنه في غالبية دول الجزيرة والخليج .
وهي من اطلقت الحرب المذهبية في اليمن وفتحت بابها على مصرعيه من دماج والتعجيل بسقوط العاصمة صنعاء في هزلية ميثولوجيا الدين المذهبي الجديد، والنأي بالزيدية وتاريخها عن طبيعة الصراع شكلا ومضمونا ،وطغيان الولاء الروحي المباغت لايران واتباع مللها وملاليها والانقياد الاعمى لها،وانحصار التواجد السني في نطاقه الجغرافي دونما ارتباط روحي يوحي بغيرته المذهبية واستهدافه بالحرب ، على الرغم من اتساع رقعته من بلاد اليمن ،مما حدى بالحرب لاتخاذ طابعا سياسيا محضا بعيدا عن مؤثرات المذهب المعروف واقطابه القتالية ،وما تراجعهم في القتال الا رسائل تؤكد عدم القبول بوجودهم السني المرتكز على الخاصة من اهل العلم والفتوى ،وانهيار قوة ارتباطهم الروحي بقواعدهم من الاتباع ،على العكس من وقوف الهضبة واندفاعها الجنوني في الدفاع والقتال على خلفية عقدية ومذهبية واضحة وجلية مكنتهم من احكام قبضتهم على كل ماوقع تحت جبروت قوتهم العسكرية القاهرة وبرعاية دولية خفية على العيون وظاهرة لكل ذي لب سليم .
وستطال الاطماع المذهبية لامريكا ما تبقى من بلاد اليمن ،دونما الحاجة للبحث عن الجذور العميقة لما يعرف بالتصوف الشيعي الاثني عشري الذي ساد بلاد جنوب اليمن وشرقها لعقود خلت واجبرت على التخلي الاولي عنها بايعاز بريطاني ، والتخلص النهائي منها في فترة الحكم الشمولي للحزب الاشتراكي .
اذن اليمن تعيش على وقع ازمتها الحربية الطاحنة بخلفية مذهبية متقاربة تساعد في تسهيل عملية مخاضها في بحور المنظور من الاعوام او الابقاء على مناطقها السنية رهينة الفوضى والخراب والاقتتال ولا مخرج لها الا بالانصياع لتوجه الدولي وقبوله واختصار مسافة طريق المخاطر عليها.
ومتوالية الحرب في اليمن مذهبية بامتياز ،ولن تنتهي الا بسيادة المذهب الشيعي الدولي الجديد فيها بعيدا عن اللبس في الفهم وغض طرف الخاصة والعامة من ابناء اليمن عن توصيفها.
اضف تعليقك على المقال