ارسال بالايميل :
5742
بقلم : عمر الحار
تهل علينا غدا الذكرى التاسعة والثلاثون لتأسيس المؤتمر الشعبي العام ،دونما احتساب غيابه المقصود طيلة السبع العجاف من نكبة اليمن التي لايعلم الا الله وصناعها متى وكيف ستنتهي .
وامتلك المؤتمر خلال الحقب الماضية من تاريخه تجربة سياسية ناضجة اهلته بان يحتل صدارة القوى والاحزب الوطنية ويرسي قاعدة صلبة وايجابية لممارسة الحياة الديمقراطية ،وتأصيل منهجية العمل بها،وعمدها بشواهد الاحتكام لتشريعاتها وقوانينها الناظمة على كل صعيد .
وعمل المؤتمر على تعميق هذا التحول النوعي والجوهري الذي شهدته اليمن في عقاب توحدها في شتى المناحي الاجتماعية ،وكان العنوان الوطني البارز لها في كل المحافل الداخلية والخارجية ،وتجسدت معاني المفاهيم الديمقراطية على الواقع بانتعاش حرية التعبير والصحافة،وصيانة الحقوق الفكرية وحماية اصحابها ،وتعزيز منظمومة القيم الخاصة بحقوق الانسان .
وجرت عملية تغييب المؤتمر عن مشهد الاحداث بصورة متعمدة ،وفي اطار استهداف افراغ الساحة الوطنية من كافة قواها الحزبية الحية،والعمل على تخصيصها للاقطاب المستهدفة من الحرب بحسب الخطة الدولية لها،وربما تكون محاولة الرئيس الزعيم اقحام المؤتمر في دائرة المعترك من الاسباب الوجيه لمقتله مع الامين العام له،ومن حينها ظل المؤتمر رهينة للانقسامات التي طالت كل شيئا في اليمن ،ومازال الضحية الاولى لها،دونما التماس حتى اللحظة اية توجهات صحية لاخراج المؤتمر من بؤرة الاوضاع التي يعيشها حاليا ،ولن يتأتى ذلك مالم يتم التزام اطاره القيادي اولا للنظام الداخلي والاحتكام لبنوده ،وبما يحقق وحدة الصف ويقضي على انقساماته ويحفظ كيانه التنظيمي الكبير من التصدع والانهيار .
ولا مجال لمجاراة اهواء النفس وامراضها في القضايا المصيرية للوطن واحزابها الجماهيري الكبيرة،وفي مقدمتها المؤتمر الشعبي العام ،و نتطلع ان يقوم هذا الكيان بالدفاع عن تاريخه الوطني والعمل على اعادة حضوره في القلب من مشهد الاحداث.
وتستلزم ظروف المرحلة التي تعيشها اليمن القيادات المؤتمرية في الداخل والخارج بضرورة تقديم تنازلات لبعضهم البعض ،ورأب الصدع بينهم ،والانصياع الطوعي لرئاسته الشرعية ممثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ،ونائبة الدكتور احمد عبيد بن دغر ،حتى تنتهي الازمة وتعود المياه لمجاريها في اليمن ،والشروع في اعادة ترتيب اوضاعها الداخلية بعد الحرب .
والمؤتمر لايقبل التشطير على الرؤوس والاهواء ،وهو حزب وطن وامة ووجد ليبقى .
ونتمنى ان تحل الذاكرى الاربعوم لميلاده وقد خرجت اليمن من عنق زجاجة ازمتها ،واستعاد المؤتمر دوره الحيوي والوطني والريادي في شتى مناحي الحياة فيها .
اضف تعليقك على المقال