يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

امريكا (2)

عمر الحار
  بقلم : عمر الحار تمثل امريكا حالة استثنائية في واقعيتها السياسية،واعلن رئيسها الجمهوري ترامب التخلص من المثالية في سياستها ،وطبق رئيسها الديمقراطي بايدن التوجه الامريكي الجديد في افغانستان . اذن هناك اجماع لقطبي السياسة الامريكية على ضرورة التخلص من المثالية واعتبارها ترف لا حاجة له في السياسة ،وهي كذلك في حقيقتها وجوهرها وممارستها وراء الكواليس . وجلب ترامب بتصريحه الناري ذعر قادة الدول وحكوماتها ،باعلانه التاريخي عن انتهاء عهود مثالية السياسة الامريكية ،ومن اراد ان يحكم عليه تقديم الاتاوة المواجبة لقبلة العالم الحر وشرطي العالم بحسب كلامه ،فيما جلب بايدن الرعب لجيوش الطابور الخامس من الخونة والعملاء الذين جرى تعريتهم امام انظار العالم في مطار كابول،ووقوفهم في موقف مذل لا يحسدون عليه ،وان يؤكد المصير المحتوم لكل خائن لوطنه،وما اكثر تعدادهم في كل بلدان العالم الثالث والعربي على وجه الخصوص ،ولايستطع العقل تخيل حجم الرعب الذي تشرب في قلوبهم جرى مانال اقرانهم في افغانستان . وادارة الرئيس بايدن تعمدت الاسأة لهم على هذه الشاكلة المهينة ،حسب اعرافها السياسية الجديدة والتي لايمكن تفسيرها الا بمحاولة احراقهم وهم احياء يرزقون ،و في عرف سياسي غير معلن ربما تقضي بلموت على كل خائن كاستحقاق نهاية الخدمة لهم . صورة الطابور الامريكي الخامس في مطار كابول مخزية ومحزنة ومدعاة لشفقة على باعة الاوطان ، وان لم يشفع تضرعهم ومحاولاتهم البائسة التعلق بطائرة سلاح الجو الامريكي فرار من فزع الموت الذي ينتظرهم في كل طريق وهم لا يقوون على مواجهة انفسهم ولا النظر في اديم الارض الذي تحول الى مرآة و عين رقيب لكل خونة باعوه برخص التراب . اقامة المحرقة الجماعية لعملاء امريكا في افغانستان درس صعب ومرعب على قلوب عملائها في الدول الاخرى وعبرة لمن يفكر من اليوم وصاعدا في بيع وطنه .فهل من معتبر ?. وعلينا قياس حجم الكارثة التي ستحل باقرانهم في اليمن حال استرجاعها لعافيتها ودولتها والذين لايعلم تعداد خونتها الا الله ،ولكنهم كغثاء السيل وسيذهبون الى محرقة ومزبلة التاريخ عما قريب ،ولا مفر لهم من النهاية المنتظرة، وان تعددت وجهات عملاتهم. ويدين العالم لامريكا بسنة وفضيلة الخلاص من اشذاذ الافاق وخونة الاوطان والشعوب . شكرا لامريكا من الاعماق ،وهي تعلمنا درسا عظيما في فضائل الاخلاق .

اضف تعليقك على المقال