ارسال بالايميل :
2810
بقلم : علي قاسم الشعيبي
اعتناق المذاهب السياسية دين مرن مطاطي له نقطة انطلاق وله هدف وإيديولوجية غير معلنة لا تفقيط لنقاط التحور المرحلي ولا إعلان صريح للمغزى، وقد يكون نضال أجدى من التمترس والحياد؛ لأنه يحقق مكاسب وقبولًا بين المتارس السياسية بديناميكية عجيبة يسقطها الواقع في ظرف زمني مواتى؛ لتكون حلقة مفصلية وقانونًا لاحياد منه بين المتخاصمين.. والشواهد على ذلك كثيرة، منها ظهور التحالفات الوطنية والمكونات، ووجود حلول وسطية تخدم الأطراف المتنازعة وتحفظ ماء الوجه لها.
والسياسة دين سياسي مرن يحلل ماحُرم ويحرم ماحُلل أحيانًا في أعراف الدبلوماسية، ويغفر ذنوب الاعتناق الفكري بمصطلح التسامح والتصالح؛ ليمكن الفرقاء ركوب القطار برحلة مشتركة تحمل نفس الرقم ونفس الوجهة وتقدم الخدمات لركاب المقاعد بنفس جودة الضيافة، وتنطلق العجلة نحو هدف متفق عليه بتراضي الأطراف دون دخول الثوابت المقيدة لكليهما.
لهذا لاتكفروا معتنقي الأعراف السياسية؛ لأنهم يبحثون عن سنن مختلفة ومتنوعة تخلقها الحضارات وتحدد اتجاهاتها الظروف والرياح في الملعب السياسي.
كما أنها متحورة باختلاف المصالح والأطماع المفروضة من هيئة علماء السياسة المختلفة مشاربهم والمتجددة أطماعهم، والسياسة ليست دينًا ولا سنة نبوية، بل واقع يفرض نفسه في كل مرحلة زمنية بناءً على رغبة الدول العظمى التي وصلت إلى مرحلة النهوض والاستقرار والقوة الصناعية والاقتصادية المهيمنة على توجهات العالم والقائدة لزمام مراكز القرار والمقاعد التي تمنحها لحكام دويلات الضعف التي لا تستطيع مواجهة شعوبها إلا بإسناد هذه القوى العظمى المتنفذة على كراسي حكام الشرق الأوسط بشكل مهين للحاكم والمحكوم.
لقد جعلت تلك القوى حكام الشرق الأوسط بالتحديد أبقارًا تعيث بمزارع الأوطان وتتبول على رؤوس شعوبها، فأصبح القرار مختطفًا وأصبحت أمور الأمة تُسير بشكل مخجل ومذل، ومن كان من حكامنا ليس ببقرة حلوب فإن مصيره لايكون أكثر حظ من الثور الأبيض.
وما دعاني للكتابة في هذا الموضوع بشكل يرسم خيال حال الأمة دافعه طرح صورة توضح معالم وجه السياسة وقبح الساسة وتيهان الشعوب، لعلنا نستنهض عزائم شعب أنتمي إليه قد بلغ به الحال من الدونية والهزلية وقبح تمادي الأطراف المتنازعة في اليمن واستسلام المجتمع لنائبات الزمان وفساد الحياة ما الله به عليم.
تقبلوا كل الود
#أبو_باسل
اضف تعليقك على المقال