ارسال بالايميل :
9030
عمر الحار.
تناولت مراكز ابحاث واقلام دولية، حقيقة نشوب الخلاف المفاجئ بين المملكة والامارات، واعطتها ماتستحق من الاثارة والاهتمام ، والغوص في معرفة اسبابها، وتشخيص ابعادها وخطورتها على اكثر من صعيد.
ودخول الاعلام الدولي على خط الازمة، كفيلا بتاجيجها والوصول بها الى نقطة الا عودة، على غرار كثير من قضايا المنطقة التي اشعل حرائقها وتركها في مهب الريح لتذكي جذوتها وتذر رماد خلافاتها في عيون الاخوة الاعداء.
وللخلاف الاماراتي السعودي مكامن خفيه في تاريخ العلاقات بينهم، وان لم تخرج عن الاطار العام لحقول الالغام المصطنعة بين مختلف الاقطار العربية، والمزروعة بعقلية سايكسو بيكو، واعادة توزيع خارطة الصراعات العربية على الجغرافيا لتثمر القطيعة والحروب بين الحين والاخر.
ويمكن ارجاع خلفياته المطمورة بالرمال الى اسرار اطماع المملكة في الجزيرة والخليج،ومواصلة قضمها لمساحات واسعة من اراضي كل نطاقها الجغرافي،واطباق حصارها الحدودي على كثير منها وحرمان البعض من منافذها البرية،وجعلها تقف على مقولة ابن زياد المملكة من خلفكم والبحر من امامكم.
والمملكة تمضي على خط الكبار في سياستها التوسعية ولا تقيم وزن لدول الصغيرة التي تسيطر على مساحات فلكية من الارض لا تتناسب وحجم طبيعة وجودها السكاني، وهذا ماتظهر خفاياه بوضوح في كتاب الفرد هولداي،و ظلت خلافاتهما العميقة تكبر مع الايام بسلوك المملكة وهضمها لدول الجوار الخليجي ومحاولة تهميشها وجعلها تتحرك تحت ظلالها الكبير الممتد في كل اتجاه.
وظهور الخلاف بين الشقيقة الكبرى والصغرى في التحالف على حدته ومن قبة منظمة الاوبك مدعاة لسخرية، بحكم المعرفة بالمتحكم الحقيقي في الاقتصاد النفطي على المستوى العالمي،وان مثل الصاعق الجديد للازمة الممتدة جذورها في العمق السياسي والتاريخي والجغرافي لهما،بعيدا عن احتمالات تأثير عودة قطر لمحيطها الخليجي،او دخول العلاقات الامارتية الاسرائيلية حيز التنفيذ،وابعد منها اضافة حزمة المستجدات الحديثة التي افرزتها الازمة اليمنية ، و لا يمكن ارجاع مشروعية تدخلهما في اليمن لها ،لانها باختصار ذات مرجعية دولية اجادة لعبة استخدام تدخلات ادواتها الخارجية وادوتها الداخلية باتقان .
وعلينا النأي بالتفكير عن جدلية ارتباط خلاف قطبي التحالف بافتتاح شهية كل منهم في اليمن المرهون قرار مستقبلها السياسي بالقوى الدولية الصانعة للازمة فيها، وفي غير من دول المنطقة لتحقيق مجموعة من الاهداف الاستراتيجية الخفية لها.
واليمن هي الاكثر تضررا من سياسة ابوظبي فيها، ولكنها لا تتمنى تفاقم ازمتها مع الشقيقة الكبرى والوصول بها الى نقطة الا عودة في مسارها الاخوي.
اضف تعليقك على المقال