ارسال بالايميل :
6982
عمر الحار.
سعى انقلابي عدن بالامس الاحد الى الاعلان الرسمي بالسطو على مبنى وكالة الانباء اليمنية (سبأ)واطلاق مسماه الجديد عليها في خطوة استباقية لعودة المرتقبة للحكومة الى مدينة منزوعة السيادة منها والقابعة في قبضة المليشيات الاماراتية،وفي كل الحسابات لايمكن احتساب او تصنيف احتلال مبنى الوكالة بالخطوة السياسية التي يمكن ان يبنى عليها في مجريات الانقلاب على الدولة في العاصمة الثانية،وستظل خطوة تدل على حجم التخبط الذي تعيشه المليشيات المدججة بالمال والسلاح الاماراتي المحسوب ظلما وعدونا على التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية المغدور بها بالانقلابات في صنعاء وعدن.
وخطوة احتلال الوكالة خالية من اي عمق سياسي بقدر ماهي فاضحة للخواء السياسي للمليشيات التي اقدمت عليها وهي معروفة بغبائها وفقرها المدقع في هذا المجال،وكان بامكانها التعامل معها في اقصى الاحوال كوكالة خارجية وتغض الطرف عنها،وتعمل بطريقة فطاحلة اهل الدراية والسياسية بالاستيلاء عليها من الداخل وميلان كادرها الصحفي المخضرم الى جانبهم بدلا من اشهار العدواة والبغضاء عليهم،ولكنهم لايملكون الا هذه الاساليب العقيمة في حياتهم وتفكيرهم وقلة خبراتهم في ادارة الشان العام،وتسابقهم المحموم على الخراب والدمار وعمليات السطو والنهب التي لايجيدون غيرها من فنون القيادة والسياسة،ويظهر عجزهم الواضح في شلل قدراتهم على ادارة مدينة صغيرة بحجم عدن طيلة ست سنوات خلت،لم تنل منهم خلالها الا كل اصناف العذاب والويلات كما لم يسبق في حياتها.
ولا طائل من عودة الحكومة الى مدينة منكوبة بالمليشيات،الا ان تكن عودتها حلقة جديدة في تمكين الانقلاب،وتشجيع مليشياته على الاقدام لاسقاط اخر قلعة من قلاع شرعية الدولة في عدن البنك المركزي،قبل اضطرارها للهروب من المدينة مرة اخرى ،ويعلن حينها التحالف والعالم نجاح ثان انقلاب متكامل الاركان على الشرعيةالمقيمة في الخارج،الذي ضاق بها مهجرها وضاقت بها الارض بما رحبت في الداخل لتفريطها المخزي في حقوقه وسيادته الوطنية وصمتها المعيب على مابها من نكال.
ومن عجائب انقلابات اليمن،الاول ديني ويمضي بسرعة البرق،والاخر ثوري ومتقهقر في بعض كيلو مترات،وهذه المفارقات لا تقودنا الى التفكير المنطقي في تطابقهم من الناحية الشكلية وتناقضهم الحاد من الناحية الجوهرية،فالاول يدعي بحق آلهي،وقد سقط في صدر دول الخلافة،والثاني يدعي احقية شعبية ماله فيها من نصيب وهي محصورة في اتجاهه الجهوي المقيت فقط حاله كحال نظيره الاول في صنعاء،مما يوحي بان كليهم صناعة بريطانية واحدة،وعلى غرار طريقتها المبهمة والملموسة في صناعة ثورتي سبتمبر واكتوبر الجاري تصفيتهم والخلاص من نظامهم الجمهوري الموحد ومحي تاريخهم المجيد من حياة الشعب والوطن،واهالة التراب عليه بالانقلابات.
ولا يمكن الاحاطة بعوالم ثعلب السياسة العالمية (بريطانيا العظمى)، ولا سهولة سبر اغوارها العميقة،التي قد تفاجئنا غدا بانها اوكلت مهمة تأمين الوحدة اليمنية لانقلابي الامارات في عدن،وعلى طريقة اقرب من الخوف تأمن،والسياسة فنون وجنون و قابلة لتصديق في وقتها.
اضف تعليقك على المقال