ارسال بالايميل :
7572
عمر الحار
ياليت قومي يعلمون بان اي توجه لتشطير اليمن سيكون نقمة ووبالا عليهم جميعا في الجنوب والشمال معا ،فهناك يعدهم الكهنوت وهنا يعدهم الفقر ،الامر الذي يؤهلهم لرحلات العذاب في مواسم الهجرة بين الشطرين ومن جديد ،ولم تزل ذكرياتها المؤلمة عالقة في الاذهان ،وربما تكون هذه المرة اشد وطأة ونكالا لو قدر الله ،وقد تأت باشكال مختلفة المعانى وسيئة المضامين .
ونحن نراهن بان الانظمة انما خلقت لخدمة الشعوب لا لعذابها وتركيعها وجرها كالخراف الى مسلاخ الموت والفقر والحرمان الا في اليمن دون بلدان الله وارض رب العالمين .
لذلك نثق بان اي نظام شطري في اليمن سيؤهلها لموجات متنوعة من الحروب ومشاريع الموت القادم من تركة وارث الكواليس والمؤمرات التي تحتفظ بها الاجهزة الامنية العميقة والوليدة في الشطرين لو سمح الله ،و ستعمل بكل تأكيد بروح مشبعة بالاجرام والانتقام ولن تعدم الوسيلة ،كعادتها في خلق شماعة لتمرير وتبرير مخططات امراضها النفسية المزمنة والمعروفة لضرب اي توجه بناء نحو التنمية والاستقرار فيهما ،وسيظل التشطير سيف مسلطا على الانظمة والشعب معا ،وان كان الاخير سيتحمل تبعات عدوانية الاولى عليه في كل الاحوال وسيكون ضحيتها في الاول والاخير ،و المرغم على دفع الثمن باهضا دون استثناء ومجبر للاستسلام للعيش تحت رعب الانظمة الاستبدادية التي عادة ما تنشاء بعد الحروب والكوارث التي تتعرض لها البلدان وانتاجها لانظمة عقيمة لا تعرف الا التبعية في تفكيرها و مسيرة حكمها القسري وهي فاقدة لاهلية الحكم واحقية الولاية على الشعب المظلوم والمكلوم من اشكالها وانماطها في كل المراحل وبالذات في بلدان العالم الثالث وان كانت اليمن نسخة فريدة منها لدخول كل المتناقضات في بنية وهياكل انظامتها السياسية المتاعقبة،مع احتفاظ كل طرف باحقية القضاء على الاخر حينما تسنح له الفرصة المناسبة .
وهذه هي الحصيلة المحصلة لتجارب الحكم في شمال اليمن وجنوبه ،والتي انتجت بدينميكية عجيبة اجندة موتها في صلبها وكبرت معها حتى اضحت تقراحتها بارزة وملموسة في قلب النظام وعقله وعشعشت طفيليات دماملها في كل جسده وان دل عليها الزمان ،واظهر حجم تفشيها وانتفاخها الداخلي الرهيب ومواقيت ومواسم انفجارها في كل مرحلة من المراحل لتلتهمها الواحدة تلو الاخر ،وبصورة على ماجرت به العادة في تواصل عمليات تأكلها مع الانتفاضات والثورات اليمنية الاولى والثانية والثالثة و على مرأى ودراية الوطن من اقصاه الى اقصاه ،لتتلاشى الثورات اليمنية كسحب الصيف وكذب حملها بالمطر وتتبخر احلامنا الوطنية معها ،وسادة حالة فقدان الشعور بذوبانها في قبضة اصابعنا لتذهب ادراج الرياح ،واصبحنا ضحية للعبة الامم التي لم نملك الخيار لحماية انفسنا منها او تحصينها بالوعي الوطني الهلامي الذي ضاع هو الاخر في ضجة الاحداث وتزلج على بقايا بقعة الدماء المتجلطة في عقولنا قبل ميادين القتال .
وتشبعنا بالقناعة بعجز الانظمة المركزية مهما كان شكلها،وادركنا عجزنا على الخلاص من قهرها وان باشكال وانواع عصرية وتقبلنا على مضض قمعها واستبدادها السائد.
فهل بامكانية العالم الحر ان يساعدنا على اقامة نظام الاقاليم لعله الرحمة المسداه لاطفاء نيران الحرائق، والمناسب لنا من عودة انتاج تسلط نظم المركزية العمياء اوجحيم الانفصال.
واتمنى على شعبنا اليمني العظيم ان يبادر بمغادرة مربع الصمت الرهيب المنزوي في ظلماته القاتلة ، ويسمعنا صوته ويرينا مواقفه الحمراء التي تتحدى خفافيش الظلام والحروب المتاجرين والمتأمرين عليه وعلى مصالحه الوطنية العليا المعروضة دونما خجل او وازع من ضمير للبيع وبارخص الاثمان وآن الاون ليتحرك بثقله الوطني والتاريخي لحماية ماتبقى منها والدفاع عنها قبل فوات الاوان .
وعلينا الاقرار بان الحرب قد اخرجت اسوأ مافينا ،ودفعت بقاذورات خلافاتنا دفعة واحدة الى السطح،واظهرتنا عارين ومجردين من حقائق التاريخ الذي ندعيه .
واصبحت هل علامة الاستفهام والسؤال مفخخة ومثقلة بالجواب ولا مجال للهروب منها ومن مواجهة انفسنا بما نحن عليه اليوم من ذل وهوان واستجداء .
فهل نحن ذو قوة وبأس شديد،ونحن اضعف من خيوط العنكبوت ،و هل نحن اهل المشورة وهي في علم الغيب ومفقودة مع الحكمة المشهودة والضائعة في زحمة الاحداث ،وهل نحن نفس الرحمن ،ونحن نتنفس رائحة دم الاخوة ونمارس لعبة قتل الوطن من ست سنوات خلت لا من ضربة طائشة اوعيار ناري عابر .
وهل تعلمون ؟!.
بان لعنة الثائر الشهيد و الناطق الحق البطل العنيد احمد الثلايا ستظل تطاردنا ان لم نستفق وننهض من وحل مانعيش .
فمتى تعلمون ؟؟؟!!!
اضف تعليقك على المقال