يمن اتحادي
هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد
كل شيء مؤقت و تافه في هذا البلد يتحول إلى دائم و مهم
بقلم / سامي الكاف
يبرع عدد ممن ينتمون إلى المشهد السياسي في اليمن، بشماله و جنوبه، بما في ذلك ممن ينتمون إلى النخب المثقفة، في الحديث عن معاناة الشعب اليمني بسبب الأوضاع الكارثية التي يعيشونها وقد صنفتها تقارير رسمية صادرة عن الأمم المتحدة بأنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم بسبب الحرب الدائرة في البلاد و قد شارفت على انتهاء سنتها السادسة و داخلة في سنتها السابعة دون وجود أية إرهاصات دالة على نقطة ضوء في نهاية النفق.
ومع ذلك؛ أي مع ما يبرع فيه من حديث كل هؤلاء، يكشف واقع الحال عجز جميعهم عن تقديم رؤية عقلانية، قابلة للتنفيذ، لوضع حد لهذه المعاناة المستمرة منذ عقود و ما الحرب الأخيرة إلا تداعيات، بالضرورة، لأحداث سبقتها بدون شك.
لكل قفل مفتاح؛ ولكل مشكلة حل، و تاريخ اليمنيين كله صراعات، تمتد إلى عقود خلت، بلا حل؛ و كأن هؤلاء القوم أدمنوا الصراعات كأسلوب حياة لا يستطيعون منه فكاكاً.
تقول الصحفية راشيل نوير، في مقال لها عن الحكومات على موقع BBC Future : "لا تنهض المجتمعات الكبرى ولا تستقر من دون حكومة، حتى لو كانت هذه الحكومة عاجزة عن تحقيق تطلعات الشعب. وربما يرجع أصل المشكلة إلى أن الكثير من هذه الحكومات لا يزال يتناول هموماً كانت تؤرق المجتمع في القرن التاسع عشر، ولهذا فإن إصلاح هذه الحكومات بات أمراً حتمياً قد طال انتظاره".
و في اليمن ثمة من يريد أن يحكم بعقلية القرن الخامس، و آخر يريد أن يحكم باعتباره أكتشف أخيراً انه غير يمني؛ أي يريد أن يحكم بعقلية القرن الخامس قبل الميلاد، و ثالث يريد أن يستمر التافهون في تصدر المشهد باعتبار أنهم الأخيار.
تقول أنجيلا ويلكنسون، كبيرة مديري مجلس الطاقة العالمي، وأستاذ إدارة الأعمال بجامعة أكسفورد: "إصلاح الحكم قد يبدأ بإقامة نظام سياسي يقوم على تعدد مراكز السلطة وصنع القرار، والتخلي عن المركزية في اتخاذ القرارات. وهذا يتطلب وجود مبادئ توجيهية لضمان التعاون ومنع طغيان سلطة على الأخرى، وتضافر الجهود لتحقيق أهداف مشتركة. وهذا النظام سيساهم في توحيد الجميع تحت مظلة رؤية موحدة، كما هو الحال في سلوفينيا".
لا أحد تقدم بوضع سلوفينيا كمقاربة للوضع في اليمن. في الواقع لا أحد يدري إلى متى سيستمر مارتن غريفيث في عمله كمبعوث خاص للأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن؟!
هل يعلم أحد، ما الذي قدمه حتى الآن هذا الغريفيث، وكأنه في مهمة بلا هدف أو سقف زمني محدد؟!
ليس غريفيث وحده من يظهر على هذا النحو الدائم غير المفهوم و المهم في آن.
كل شيء مؤقت و تافه في هذا البلد يتحول إلى دائم و مهم رغم أنف أي منطق أو عقل حتى ولو جاء على حساب قيم: الحق، العدل، الحرية، و المساواة.
و الأدهى حد الصدمة أن يتحول الداعي إلى احقاق هذه القيم الحق، العدل، الحرية، و المساواة، إلى منبوذ أو حالم أو عبيط..!
#سامي_الكاف
هنا #المريخ
اضف تعليقك على المقال