ارسال بالايميل :
6037
عمر الحار
تمر السنة الثلاثة لذكرى تحرير مديريات بيحان من بلادي اليمن كما مرت الاولى ، وهي منكوبة بالحروب والامراض والمجاعة ،فمن نجا من الاولى فلا نجاة له من ادوات الموت الاخرى .وان للموت طعم الحياة فيها ، ويتعايش الناس في ظله من المولد وحتى الممات كنسخة فريدة ووحيدة من حياة البشر .
يخرج الانسان من دنياه فيها ومن الوظيفة كما دخلها لاول مرة وتملأ الحمد لله مشواره في الحياة ،وهذه نعمة كبرى يحسد عليها شعب اليمن الحر الاصيل .
في بلادي تذوب الفوارق في المجتمع وتشعر بقبحها في النظام .
في بلادي تحول الكراسي دون نور الشمس وقطر السماء ،ويموت الناس في الظلمات ويقتلهم العطش للمعرفة وللحياة .
في بلادي يموت الشعب من اجل يحيا النظام وعلى العكس من فطرة الانسان ونظامه الاجتماعي الرشيد .
في بلادي شعارهم المحبة بنت العداوة وترضع من ثديها الاجنبي صاحب الفضل في اصلاح ذات البين فرقاء السياسة ،الاخوة الاعداء .
في بلادي توزع قوافل الغوث للاجئين في ارضهم ، وتهديهم بكل مسرة اكفانهم للقبور ،وتؤخذ منهم صورة للذكريات واخرى حية لعرضها على الفضائيات الراعية الرسمية لضياع الوطن .
في بلادي بلاد اليمن يموت الناس بالانتظار وبالاماني في وراثة رمال الجزيرة ومياه الخليج ،الغارقة من دمهم السمفوح كل يوم.
اضف تعليقك على المقال