ارسال بالايميل :
8128
بقلم / سام الغُباري
قبل يومين، كشفت وزارة الدفاع اليمنية عن معلومات خطيرة وموثقة، قالت إنها جزء من تحقيقات بالصوت والصورة مع عملاء حوثيين ينتمون «سُلاليًا» إلى عائلة الحوثي، كانوا يعملون في أهم أروقة الوزارة وغرف العمليات الحربية!
* لم تكن ألقابهم مفاجئة لمن يقرؤون التاريخ اليمني بحصافة وإدراك، لكنها كانت بالطبع تزويدًا لمن كان مشككًا بتعاون تلك العائلات الفارسية مع عيال عمومتها في صعدة.
* في الفيلم الوثائقي الذي بثته قناة اليمن الرسمية، جانبًا من تاريخ يجب أن يدركه الجميع، يقول إن الولاء السُلالي للحوثي أقوى من أي ولاء، أقوى من الوطن والدين والجوار والمنطقة، وعندما يدرك اليمانيون والتحالف العربي هذا العمق الخطير في الولاء العنصري سيعلمون جيدًا أن الركون إلى تلك العائلات المشبوهة في إنجاز أعمال ذات طابع سري، هو إفشاء للسر بإتجاه العدو.
* حذرنا كثيرًا من أن الحوثيين المرصودين بطائرات التحالف العربي يكشفون قبل ساعات عن معلومات تستهدفهم، فيخرجون من مخابئهم قبل أي عملية، وهذا يعني أن ثمة «جاسوس» كان يفشي لهم السر ويزودهم بالمعلومة قبل وصولها، وقد كشف فيلم «خيوط العمالة» تلك التحذيرات وأبانها إلى العلن.
* الحكم الرشيد أساسه الشك وليس حسن النية، في عالم مثل هذا لا يمكن القبول بتولية تلك العائلات المنحدرة من سلالة واحدة مع الحوثيين في أعمال الحرب، لن يكونوا معك وهم يؤمنون أنك تقاتل «ابن عمهم»، مهما بلغوا من درجة الإخلاص الظاهرة لك إلا أن ثمة خيط مدفون تتسرب منه المعلومات لتقضي عليك، ذلك خيط العمالة.
* وزارة الدفاع اليمنية بحاجة ماسة إلى إقصاء كل تلك العائلات من الأماكن الحساسة في دوائرها، وعلى الرئيس هادي ونائبه أن يتنبها لهذا الأمر جيدًا، إنهما ومن وراءهما الشرعية والحرب وآمال كل اليمنيين معقودة بمعركة لا تتسرب من جدرانها مياه الحياة للأعداء.
* هذا الفيلم بحد ذاته ثورة في وجه كل من يشكك في حقيقة الجريمة السلالية العلوية على اليمن، إنها معركة منذ ألف عام، أدارتها العائلات الفارسية بإصرار ممنهج خبيث، ولن تهدأ طالما أنك لم تحصن جدران قلاعك بالمخلصين واليمانيين الأوفياء، لن تنتصر وأنت تقرب أولئك «الخونة» منك وتمنحهم سلطة النفوذ والقرار.
* ومثلما بان أمر الدفاع، فهناك منهم كثير، في أروقة الاقتصاد والمال، والغاز والنفط، هم من يشترون للحوثي كل باخراته، ومن يسربون له السلاح من الجنوب إلى الشمال، ومن الساحل إلى الجبل، ومن يتعمدون إذلال ألويتهم العسكرية كما حدث مع «رداد الهاشمي».
* قالت جارية لـ»هارون الرشيد» إنما العاجز من لا يستبد!، فقام من فوره وأطاح بالبرامكة، فأين الجارية وأين هارون؟
.. وإلى لقاء يتجدد
*نقلا عن جريدة الجزيرة السعودية
اضف تعليقك على المقال