يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

لا تلعب بالنار مع الألمان

محمد بن عبدات
  محمد بن عبدات من يعرف تاريخ كرة القدم العالميه جيدا سيدرك تماما مدى قوة الكره الالمانيه وعظمتها وتفردها عن بقية مدارس الكره في العالم وان كان للكره البرازبليه متعتها وفنها ورقصها الخاص على أنغام السامبا الذي جعل الكثير من عشاق الساحرة المستديرة يتغنون في نجوم منتخب السيليساو. لكن احيانا المتعه وحدها لاتكفي ولعل الكثير هنا يتذكر كيف خسر المنتخب البرازيلي أمام الطليان في مونديال أسبانيا ٨٢ ووصف كل المهتمين والمتابعين ذلك المنتخب بأنه الأفضل على مر تاريخ الكره البرازيليه ولكن خرج خالي الوفاض ولم يفز بكأس العالم حيث عرف الطليان من أين تاكل الكتف ولم يلعبوا بالنار امام عتاولة نجوم السامبا فاخذو ما ارادو من ثلاث فرص ثلاثه أهداف من باولو روسي لن ينساها البرازيليون لزمنا طويلا.. لهذا فالالمان الذين حقق منتخبهم الرقم الأعلى بالوصول لنهائي كأس العالم وظفرو به في أربع مرات يكفيهم هذا المؤشر وحده ويعطيهم دلاله كبيره لتفوق كرتهم وحضورها القوي عالميا. كيف وهي الذي قدمت نجوما تركوا أثرا كبيرا في ملاعب كرة القدم فمن الحارس العملاق سيب ماير الى القيصر بيكنباور الي الهداف الاسطوره القصير المكير جيرد مولر الذي ضل محتفظا برقمه كأكبر هدافي كأس العالم برصيد ١٤ هدفا قبل أن يكسر ذلك الرقم الظاهره رونالدو ب١٥ هدفا ثم موطنه كلوزه ب١٦ هدفا وطبعا هناك نجوم اخرى كبيرة اوصلت المنتخب الالماني لنهائي كأس العالم لثلاث بطولات على التوالي ٨٢ و٨٦ و٩٠ ومنهم نجم الوسط بول برايتنر وكارل هاينز رومنيجيه نجم البايرن في الثمانينات وأفضل لاعب في اوروبا والهداف الذي لايشق له غبار ومعه النحم بيار لتبارسكي ورودي فولر وبريجل وهروبيش واشتليكه وبعدهم جيل لوثر ماتيوس واندرياس بريمه ورفاقهم.. فهذه هي اشاره بسيطه من تاريخ الألمان الكروي .. لهذا اذا تريد أن تتفوق عليهم لاتلعب معهم بالنار فإذا فتحت معاهم اللعب ولديك مكامن ضعف وخاصه في الخطوط الخلفيه لن يرحموك فهم يلعبوا ليس كغيرهم فالاعتماد على القوه والسرعه والمهاره واللعب الجماعي والقتال حتى الرمق الاخير هذا هو سلاحهم داخل الملعب فإذا لعبت معاهم الند بالند ولم تحسب لأسلوب لعبهم فسوف تلتهمك الماكينات الالمانيه ولن تجد مخرج من ورطه لهزيمة مذله أمامهم فهم لايرحمون مطلقا واقرب دليل مافعل منتخبهم بالبرازيل حين اكتسحوه بسباعيه على أرضه وبين جماهيره وليس في اي بطوله إنما في كأس العالم وفي مباراة لاتقبل القسمه على اثنين حيث استشعر البرازليون انهم وسط ارضهم وجماهيرهم وربما اغترو أيضا بتاريخهم الكروي فلعبوا بلغة الواثق ونسوا تاريخ وقوة الألمان فكانة الكارثه التي هزت ريودي جانيرو وساوباولو وكل مدينه وقرية على خارطة اكبر دولة لاتينيه بل ابكت تلك الهزيمه الثقيله الملايين من المغرمين بالسامبا البرازبليه.. فالالمان ليس لهم امان اذا حبيت ان تتطاول على كبرياهم اوتلاعبهم بشي من الغرور والثقه الزائده فلن تنال منهم غير المذله.. أما إذا احترمت قوتهم وهيمنتهم واقفلت عليهم بالضبه والمفتاح كما فعلت الجزائر في كأس العالم ٨٢ حين تجرع الألمان امامهم هزيمه مره في الادوار الأولى وحينها عرف كيف ياخذو المباراه نجوم الجزائر مادجر وبلومي ومصطفى دحلب وصلاح عصاد ومن خلفهم دفاعات صلبه يتقدمهم المنصوري ومرزقان مع حارس اسطوري لايهاب قذائف الخصوم اسمه مهدي سرباح الذي ابطل مع زملائه بصمودهم خطورة الألمان الذين ضلوا حائرين يبحثون على من أين يأتي الفرج فوجدو كل الطرق موصوده امامهم.. ليستفيد من ذلك الدرس و المشهد الطليان في نهائي ذلك المونديال حيث لاعبوا الماكينه الالمانيه بذلك الأسلوب مثل الجزائريين من خلال التركيز على الهجمه المرتده السريعه والاعتماد على النجم الرائع كونتي وزملائه تارديلي وروسي كما كانت الجزائر تفعل و تعتمد على الثلاثي عصاد وبلومي ومادجر ومن خلفهم صانع الألعاب زيدان ودحلب فسجل روسي وتارديلي والتوبيلي ولم يشفع للالمان هدفهم الوحيد الذي سجله بول برايتنر . وبالتالي فهذه الطريقه هي الأقرب اذا حبيت ان تفوز على الألمان وتتجنب هزيمه قاسيه أمامهم ولعل الجميع يسترجع معي كل الفرق والمنتخبات التي كسبت الألمان من الارجنتين في نهائي ٨٦ الي كوريا الجنوبيه حين أخرجت الألمان من الدور الأول في مونديال روسيا الاخير سيجد ان إغلاق المنطقه واستغلال اندفاع الألمان والاعتماد على الهجوم المرتده السريعه هو من يفك شفرة الكره الالمانيه ومنتخباتها وانديتها. *ذات مره زار نادي هامبورج الالماني الكويت واتذكر ذلك ونحن لازلنا في المدرسه الموحده(الأساسي)وربما كان في العام ٨٠ او ٨١ وحينها كان هامبورج بطل أوروبا ويملك جل لاعبي المنتخب الالماني امثال هوربيش وفيلكس ماجات ومعهم الفائز بالكره الذهبيه الاوربيه حينها الانجليزي كيفن كيغان. وفي تلك الزياره قابل منتخب الخليج فتقدم هامبورج بهدف من هروبيش في ضل لعب شبه مفتوح من نجوم الخليج ومن هجمه مرتده من قرابة منتصف الملعب انفرد بها السهم الملتهب ماجد عبدالله واستطاع تسجيل هدف التعادل فاستطمع منتخب الخليج وزاد في فتح مساحة الملعب واندفع نحوا الهجوم فتلقت شباك الحارس الكبير احمد الطرابلسي ٤ أهداف أخرى لتصبح النتيجه خمسه أهداف ليعمل مدرب منتخب الخليج تعديلات. وتغيرات سريعه في الخطوط الخلفيه ووسط الملعب ومعها نزول الحارس الطائر حمود سلطان الذي أفسد قوة لاعبي بطل اوروبا وكان فيصل الدخيل وجاسم يعقوب في قمة القهم وتالقهم فكانت الهجمات السريعه لنجوم الخليج وتالق دفاع وحارس مرماهم اربك الفريق الالماني واستطاع الثعلب منصور مفتاح ان يسجل هدفا فيما تمكن المرعب جاسم يعقوب من تسجيل هاتريك في مباراه. مثيره خرجت بخمسه أهداف في كل شبكه. وحينها اذا ضل نجوم الخليج ومدربهم يلعبوا بعيدا عن الواقعيه لخرجوا مهزومين بنتيجه ثقيله وان كانت مباراة وديه فالالمان لايرحمون في كل الظروف والأحوال .. لهذا فما حصل في مباراة برشلونه وبايرن ميونيخ هو نتيجة ماجاء بعاليه فالبرشا دخل معتمدا على سمعته ونجومية لاعبيه ونسي انه يقابل فريق له صولات وجولات اتى من مدرسه كرويه لاتعرف مثل مأشرنا غير القوة والمهاره والسرعه واللعب الجماعي والقتال حتى الثانيه الاخيره من المباراه مع ايجادتهم استغلال ثغرات الخصم واللعب عليها وهذا ماحصل.. فالالمان مثل ماقلنا لايرحمون مطلقا لهذا حذاري دائما ان تلعب معاهم بالنار..

اضف تعليقك على المقال