ارسال بالايميل :
4782
محمد قشمر
تتواصل عمليات الهدم الأخلاقي والقيمي في اليمن من خلال هدم كافة المعاني القيمة التي يمكن أن تساهم في بناء مجتمع نظيف يمكن أن يعول عليه في بناء يمن جديد.
من خلال هذا المقال أؤكد لنفسي أنه لا يمكن للقيادة الحالية وأقصد بها الشرعية أن تساهم في بناء اليمن فكرياً، لأنها تفتقد الى الكثير . من أهم ما تفقد اليه هو الرؤية المستقبلية والآنية للعملية التعليمية عموماً . أن ما يجري الان من تتحرف ممنهج للقيم الإنسانية والدينية والأخلاقية اليمنية التي تربى على جزء منها المجتمع اليمني أصبحت تندثر تحت كوماتٍ مذهلةٍ من الملازم الطائفية التي بدأت بالفعل بالتحول إلى كتبٍ ومناهج دراسيةٍ يتم غرسها برؤوس الطلاب ابتداءً من المرحلة الابتدائية حتى آخر مراحل التعليم الجامعي ، هذا الجرف للتعليم سيساهم في استمرار انقسام الذات اليمنية على نفسها وعلى أرضها ويستمر الشرخ والفجوة بالاتساع لتصل إلى مرحلة عدم القدرة على ردمها فتدخل اليمن في دائرة صراعٍ أخرى قد تكون أكبر مما هي عليه الان وقد تكون الغلبة لمن تم تأطيريهم وغرس القيم العقدية في عقولهم وهم الان بدأوا بالتكاثر.
لم يدرك المجتمع اليمني بعد ولا المجتمع الإقليمي المحيط باليمن ولا المجتمع الدولي الذي يساند عملية السلام في اليمن أن هناك خلايا يتم تربيتها على أساس طائفي، هذه الخلايا ستتحول في يومٍ من الأيام إلى كابوسٍ يؤرق مضاجع الجميع.
التربية والتعليم المبنية على الأسس الطائفية دائماً تكون أداة من أدوات القتل والتمزيق وفراخة كبيرة للإرهاب بشتى أنواعه.
العراق ليس ببعيد وحزب الله في لبنان ايضاً يمثل نوعاً من تلك الفقاسة للإرهاب الذي يكبر أمام ناظر المجتمع الدولي ولا يجد منه غير الشجب والتنديد ثم الرعاية من تحت الطاولة .
حتى الان وبكل صراحة استطاعت إيران أن تحقق التقدم المخيف من خلال نشر افكارها قبل سلاحها في الشرق الأوسط والذي تكتوي بنيرانها اليوم اليمن وابنائها وذلك من خلال تجريف الفكر اليمني وغرس قيم طائفية جديدة على المجتمع اليمني ولا تنتمي أصلا إلى المنطقة عموماً.
هذا التأثير لا يمكن أن يسلم منه الأشقاء في الجوار اليمني لأنه كما أظن وجد اساساً من أجل أن يكون طعنة في خاصرتهم وهو يحظى برعاية الغرب بشكلٍ كبير ، الغرب الذي يسعى لأن يبقى الإرهاب بصورته الحوثية قائماً كقوة سياسية وفكرية وطائفية .
ما زلنا نؤمل في المنظمات الدولية التي تهمتم بأمر التعليم الخالي من المنغصات الطافية والأفكار الإرهابية واقصد هنا منظمة اليونيسف التي تهم بالطفل والتعليم، وهي تعلم يقيناً ان هناك تجريف كبير للحروف التعليمية وتحويلها الى حروفٍ تتبع الدين الذي يقتل ولا يساهم في الحياة.
الزيارات التي يقودها مفكروا ومنظروا الفكر الحوثي الطائفي للمدارس وللطلاب وفرض المناهج الطائفية وإقامة رحلات ميدانية للطلاب للمقابر والمعسكرات الفكرية هي التي ستقتل عملية السلام وستجعل الكارثة قائمة مستمرة ، اعلم ان المجتمع الغربي لا يهمه من منطقتنا أي إنسانية بقدر اهتمامه لبراميل نفطنا وغازنا ، ولهذا يتم استثمار تلك الأفكار لزيادة الصراع.
التعليم في اليمن يمر بكارثة ويتحول إلى سم يتم تجريعه لطلابنا في وضح النهار ولن يسلم من تلك الكارثة أحد إن لم نساهم جميعاً في مواجهته بقوة ٍ وحزم.
اضف تعليقك على المقال