يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

 شوقي اليوسفي

     

قال لي انه اذا وجدني سوف يبصق في وجهي ويصفعني ثم سيطلق النار على رأسي ، اخبرته ان البصقة سوف امسحها بمنديل الوفاء واما الصفعة اذا كانت في الخد الايمن سوف اصعر له ايضا الخد الايسر اما القتل فمعناه بإني سأحزن على فراقه .. قلت له ان احدهم سمعه يتحدث عني بسؤ قبل اكثر من عامين فأقترح علي ان ادفع ٣٠٠ الف ريال لقاتل مأجور للتخلص منه فوافقت على ان اعطيه المبلغ مقابل حمايته له وليس قتله . يشهد الله ياصديقي بإني لست خائف منك ولايعنيني تهديدك وسأحاول في الزيارة المقبلة لتعز ان التقيك على امل ان تسمح لي ان احتضنك واقبل جبينك ثم أفعل بي مايحلو لك ، انت لست قاتلا بالفطرة وانما الحرب صنعت منك شخصا آخر .. لقد ادهشني ان الصديق الذي عرفته ودودا صار قادرا على ان يضغط الزناد لقتل الاشخاص الذين يقفون في الاتجاه الاخر وادهشني اكثر انك تضع على خصرك خنجرا مسموما وقنبلة . سأحتفظ ياصديقي برسالتك المفخخة بجهاز هاتفي لكن دعني اقول لك في عجالة ، شخص مثلك حمل امي على ظهره يوم عجزت انا عن فعل ذلك بسبب وزنها الثقيل لايمكن ان امنعه عن فعل شي يراه صوابا ، شخص مثلك اطعم امي بيديه ولم يقل شيئا او يتأفف يوم تقيأت على ثيابه يستحق ان اقدم حياتي فداء له ، لايمكنني ان انسى جميلك يوم تبرعت بنصف دمك لإنقاذ زوجتي من الموت يوم استعصى علي العثور على متبرع يحمل فصيلة دمها النادرة ، يصعب على شخص مثلي ان يتجاهل اللحظة التي شاهدتك فيها تنزف دما غزيرا بالنيابة عني حين ارتطمت سيارتي بسيارة اخرى وافتديتني بروحك ثم شاهدتك تبكي من شرخ صغير برأسي ولم تبك من سبع فتحات في رأسك . ياصديقي انت لست سيئا واحسب انك في المرة التي سنلتقي فيها واضع عيني في عينك سنبكي كطفلين اضاعا الطريق .. دعني اقول لك شيئا اخر اذا كنت ترى في نزوحي من تعز وتركك تقاتل في الجبهات خطأ يستحق ان تقتلني من اجله فهذا عائد اليك .. الذي لاتعرفه بإني فعلت الصواب ليس عجزا وانما لقناعتي في ان العمل في جبهة الكلمة الصادقة مع الحق ولاسواه لايقل شئنا عن القتال خلف المتارس واريدك ان تعرف قبل ان تنال من محبتي لك بإن صديقك الذي تقول بإنه فر بجلده يستطيع ان يعود الى مدينته في اي وقت يشاء وعلى العكس انت ، قاتلت في جبهات عدة ثم غادرت المدينة بسبب خصومات لاعلاقة لها بالحرب ، الفتنة التي عصفت بتعز هي نتاج حسابات خاطئة واحسب ان ثمنها سيكون باهظا فأحذر من اقرب الناس اليك لانهم ليسو مثلي بمحبتي وخوفي عليك .. لن اطيل وسأتمنى ان اراك قريبا في الحي الذي غادرته انا مفزوعا من الموت وغادرته انت مفزوعا من نفسك ومن رفاقك .. والرحمة تغشى امي التي احبتك اكثر من محبتها لي وتغشى امك التي كانت تدعو لي بالهداية وتدعو لك بطول العمر .

اضف تعليقك على المقال