ارسال بالايميل :
7203
كتب: حنان الريفي
- اعوام مضت وحقبه من السنوات زادت عن اثني عشر عام منذ أخر انتخابات جرت في فلسطين، رئاسية وتشريعية، أعوام لم تجري بها أي عملية انتخابية لتداول السياسة في مراكز صنع القرار.
- أجيال كَبرت وأخري انتقلت إلي رحمة الله إما شهيداً أو مريضاً لم يمارس أحدهم حقه الطبيعي في الانتخابات ونزول اسمه في سجلات الناخبين أو حتي الاعتراض علي اسمه مُسجلاً في سجل الانتخابات.
- أذكر حينما سمحت حكومة الأمر الواقع في قطاع غزة بتحديثٍ شامل لسجل الناخبين في جميع الهيئات المحلية في قطاع غزة عام 2013، وتم افتتاح 256 مركزاً في قطاع غزة، بالإضافة إلى الفرق المتنقلة التي استهدفت طلاب الجامعات والمدارس الذين يحق لهم التسجيل و بلغوا 17 عاما فما فوق، وتهافت الشبان والشابات لتسجيل أسمائهم ضمن السجل الانتخابي والفرحة في عيونهم تتحدث – وأخيرا – سيشاركون في صنع القرار ولو بصوتهم، سيجربون سحر الحبر الأزرق علي إبهام إصبعهم الأيسر فكان الإقبال كبيراً وبلغ89.1% في قطاع غزة ولكن الفرحة لم تتم ...
- فأنا كفتاة لم أشارك في الانتخابات طوال عمري إلا مرة واحدة، رغم أنني في الثلاثين من العمر، فلذلك الحبر الأزرق رونق خاص علي إصبعك حينما يُوضع معلناً انك صَوّت لحزب ما أو مرشح ما.
- حينما نجلس نتناقش كشباب في قضايا الوطن ونضع أحلامنا أمامنا نقول لو أن فلسطين وقطاع غزة خاصة تجري بها انتخابات ويشارك الشباب في العملية الانتخابية مقارنة مع دول العالم، من سنرشح ومن سنختار فقد جربنا كلا الطرفين وكانا أسوء من بعضهما، ليخرج صوتنا جميعا يقول: سنختار حياة كريمة بعيداً عن هذا وذالك، بعيداً عن من هجروا شبابنا من وطنهم بسبب الفقر والحصار والتنازع علي المناصب وعلي رأسهم الاحتلال الإسرائيلي.
- رغم أننا جميعا ناجحين ولنا مناصب تنظيمية و أدوار مجتمعية في قضايا الوطن من مناصرة الأسري وحقوق المرأة والخروج ضد الانقسام والبطالة وكافة الفعاليات الوطنية، ونكون أول المشاركين إلا أننا عندما يجد الجد, لا أحد منا يحصل علي فرصة ليتولي منصب قيادي في أي حزب كان، لأننا- وبكل بساطة - بنظرهم صغار السن والخبرة وغير مؤهلين لنكون وزراء أو مسئولين كباقي دول الجوار، حتي في الفعاليات البسيطة نكون في الخلف ليأتي كبار الأحزاب يصطفوا في أول الصف، ليلقوا تلك الكلمات ويحظوا بحفاوة الإعلام و يلتقطوا الصور ثم يذهبوا ونبقي نحن الشباب وقود الفعالية دون اهتمام لنا.
- شباب نشئوا هنا وهناك علي حب الوطن والانتماء للتنظيمات السياسية المختلفة تناديهم فيلبوا النداء، لم يحصلوا علي الفرصة ولو لمرة واحدة للمشاركة الحقيقية في السياسة وصنع القرار، لتأتي مسيرات العودة ويجدوا فرصتهم الثمينة لطبع بصمتهم أمام العالم "إنا نحن هنا باقون"، شارك خلالها الآلاف من كافة الأطياف الشبابية الفلسطينية حاملين العلم الفلسطيني وأرواحهم علي أكتافهم، متأملين العودة إلي بلادهم المسلوبة، ولا زال الحلم يراودهم ولا زالوا مستمرين، و سحر الحبر الأزرق لم يأسرهم ولا زالوا منتظرين.
اضف تعليقك على المقال