يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

عزة النفس… مَجدٌ يُضاهي جاه الملوك

أشرف محمدين

 

الكاتب : أشرف محمدين 

ليست عزة النفس عنادًا جُبّارًا، ولا كبرياءً تعاليًا متعجرفًا…
بل هي ببساطة معرفةٌ صادقة بالقيمة الحقيقية للذات، فلا تَرضى أن تكون في موضعٍ لا يليق بك، ولا تقبل أن تُهان في علاقةٍ أو حوارٍ يُنقص من احترامك.
هي أن تمشي مرفوع الرأس، وإن تكسرت النفوس في جوفك، لأن كرامتك لا تُمسّ ولا تُساوم.

إن عزيز النفس لا يركض وراء أحد، ليس لضعف الحب، بل لأنه لا يعرف التوسّل، ولا يُجيد الانحناء لمن لا يستحق.
يُقدّر من قَدّره، ويحترم من احترمه، ويُغادر بصمت من لا يَرى فيك سوى ضيف عابر…
فغيابُه ليس ضعفًا، بل شجاعة ترفع الرأس.

عزة النفس ليست قسوة، بل هي رقيٌّ راقٍ.
اختيار الصمت بدل الجدال، والانسحاب بدلاً من التواجد المشروط، والسكينة بدل العتاب المُهين.
هي أن تعطي بلا مَساءلة، ولكن حين يصبح العطاء واجبًا وحيدًا عليك، تتراجع، وتعيد تقييم الموقف.

القلوب الجميلة لا تنكسر بسهولة، لكنها حين تُخذل كثيرًا، تُغلق أبوابها برفق، وتعلّق عليها لافتة تقول:
“عذرًا… انتهت صلاحية الاحتمال”.

عزة النفس أن تدرك أنك تستحق الأفضل، فتنتظر من يُقدّرك كما أنت، لا من يحاول أن يُشكلك على هواه.
أن تحب ذاتك حبًا كافيًا يمنعك من التنازل عن كرامتك باسم الحب، أو من أن تُستغل باسم التضحية.

يظن الناس أن الطيب ضعيف، وأن الكريم ساذج، وأن المتسامح غبي…
ولكن الحقيقة أن عزيز النفس يعرف متى يكون طيبًا، ومتى يغلق الباب، ومتى يمضي دون أن يلتفت.

هو لا يرفع صوته، لكنه يرفع نفسه فوق كل ما لا يليق.
هو لا يختبر الناس، لكنه يراقب، فإذا وجد أن مكانه في قلوبهم مؤقت، قرر أن يختفي إلى الأبد.

هو لا يسعى إلى بطولةٍ أو مدح، بل يبحث عن راحته وكرامته، التي لا تُساوم ولا تُباع في المزاد.

وفي كل ذلك، يظل الأمل رفيقه الوفي…
فمن يحفظ نفسه، لا يُترك وحيدًا أبدًا.
ومن يعرف قيمته، يأتيه من يقدّره، ويحبّه بلا شروط، من لا يرى فيه تحديًا، بل هديةً ثمينة.
يأتي من يحبك كما أنت، لا يُضعفك، ولا يطلب منك أن تنحني أو تتغير أو تتنازل عن جوهر نفسك لتبقى بجانبه.

ثق أن الكرامة لا تعني الوحدة، بل تعني البقاء مع من يُضيف إليك، لا من ينقصك.
وكلما احترمت نفسك، ضاعف الله قدرك عند من يستحقك.

فاصبر، وكن كما أنت…
عزيزًا، راقيًا، واضحًا…
فالعزة ليست ترفًا، بل طريقٌ لا يسلكه إلا الملوك.

اضف تعليقك على المقال