يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

ماذا يا تعز؟

عديل عقلان

 

الكاتب : عديل عقلان 


 تتردد الأسئلة بصوتٍ عالٍ
 وتطوف أفكارٌ مملوءة بالحسرة والألم. 
لماذا أصبح القتل ودماء الأبرياء مباحًا أمام سلطة عاجزة، لا تغني ولا تسمن من جوع؟ 
كيف يمكن لعاصمة الروح والثقافة أن تُعاني من فوضى وصمت؟ 
إن الأمن الذي نطمح إليه أصبح حلماً بعيداً، ينسل من بين أصابعنا كأننا نبحث عن سراب في صحراءٍ قاحلة.

تعز، أنتِ تجسدين الأمل والصمود، ولكنها ترفرف فوقك غيوم اليأس، حيث تتحكم في مصيرك حكومةٌ تفتقر إلى القرار والى العودة الى ارض الوطن. 
 كأنها أوراقٌ خشبية تذروها الرياح. 
التاريخ لن يرحم أولئك الذين يقفون متفرجين على مآسي شعوبهم، وهو سيكتب بحروفٍ من دماء الشرفاء كيف سقطت قلاع الحلم، ودُفِنت أحلام الآلاف تحت ركام الإهمال والتجاهل. 

لقد فقد المواطن الأمل في غدٍ أفضل
، بعد سنوات من الحرب والدمار، مرت كالعواصف العاتية،
فهل تظل السلطة في غيابة الجب ؟
 إن العقول المدبرة التي تسيطر على مفاصل البلاد باتت تنشغل بالكراسي المتحركة والإعلام الكاذب، بينما يتساءل الناس في زواياهم عن الغد، وعن الأمن الذي انتظروه طويلاً دون جدوى.

لكن تساؤلات كثيرة تبقى عالقة في الأذهان: 
ماذا عن الغد؟
 ماذا سنفعل بعد كل ما حصل؟ 
هل سيستمر هذا الفوضى إلى الأبد؟ 
هل سيبقى صوتهم مقتولاً تحت كراسي سبعة وورقة مطروحة في محكمة ليس لها قرار ؟ 
ماذا سنفعل بعد كل ما حدث؟ 
هل سنظل ننتظر رحمة السماء في زمنٍ تخلى فيه الجميع عن الوعود؟
 أم سنسعى لاستعادة صوتنا، لنرفع قاماتنا أمام من يظن أن القوة تحل مشاكل البلاد؟ 
فلنبدأ بتشكيل جماعات صغيرة من الأمل، 
ولنستعد لزراعة الثقة في صدور أبناء تعز، فنحن الوطن والمستقبل. 
في خضم كل هذه المرارة، ينبغي علينا أن نتوقف لحظة للتأمل والتفكير في كيفية تغيير هذا الواقع المرير.

قد يكون الأمل بعيدًا، لكنه ليس مستحيلًا. 
علينا أن نجتمع ونتحد لنرفع أصواتنا في وجه الظلم، لنطالب بالعدالة والأمن.
 يمكن لكل فرد منا أن يكون رجل امن داخل هذه المدينة، وأن يتحدث بصوت عالٍ عن معاناته، فمعًا نستطيع أن نخلق زخمًا من الأمل في قلب اليأس.

لن يُشكّل القتلة والخونة مصيرنا، بل نحن من نقرر ملامح الغد. 
لنبدأ من حيث انتهينا،
 ولنعزف معًا لحن العدالة والسلام، حتى لو كانت الأنغام مختلطة بالحزن. 
ماذا يا تعز؟ دعينا نكتب قصة جديدة، فالتاريخ ينتظر أبطالاً ينتشون من رماد الألم.

اضف تعليقك على المقال