ارسال بالايميل :
5130
محمد قشمر
أتت الظروف الراهنة بأحداث لم تكن بالحسبان، وانتقلت الأحداث بصورة دراماتيكية غير طبيعية في اليمن بعد الانقلاب الحوثي، كان هناك تكاتف دولي في الظاهر مع الشرعية وكان في السر يعمل المجتمع الدولي عن طريق المبعوثين الدوليين مع الحوثيين، وكانت جهود تثبيت الحوثيين كسلطة امر واقع ومحاولة شرعنتها تجري على قدم ٍ وساق، واعتقد انها ما زالت تجري حتى الان. الاحداث الأخيرة في محافظة عدن غيرت كثيراً من المشهد اليمني، تعاقب السياسات غير المفهومة وتقلب الادوار وتحول المواقف كله اشعر الموطن اليمني بكثيرٍ من اليأس والإحباط خصوصا بعد ان كسر المجلس الانتقالي كل الأعراف والقيم اليمنية والدولية في التعامل مع أبناء وطنه، ومحاولتهم تفسير حقوقهم كما يقولون بالطريقة التي يريدونها او بالأصح بالطريقة التي يردها أعداء اليمن، استمر العبث الخارجي باليمن فتراتِ متقطعة من تاريخ اليمن، نحن كجيل معاصر عشنا نوعاً من هذا العبث وجسده في المناطق الشمالية الحوثيون وفي الجنوب المجلس الانتقالي وكلاهما فاقدٌ للمشروعية، لهذا لجأ الفريقان لتعزيز شرعيتهما بقوة السلاح ، والكل يعلم ان هناك كانت قضيتان مهمتان وتم التطرق اليه في مؤتمر الحوار وهما قضية صعدة وقضية الجنوب، كلا الفريقان حولا قضاياهما إلى أداة لتمزيق كل قضايا اليمن واليمنين ولهذا تجد انهما خسرا الكثير من المعارك مع الشعب اليمني.
الشعب اليمني في الجنوب أكد انه شعب حر وانا لا انكر وجود مناصرين للمجلس الانتقالي لكنه لا يمكن باي حالٍ من الأحوال ان يكون هو الممثل الرئيسي والوحيد لأبناء الجنوب والمطالب بأي حقوق ترتبت عن أي سببٍ كان ، لهذا وجدنا أن إدارة القضية الجنوبية كما يسميها البعض كانت تدار من باب المصلحة الشخصية وليست المصلحة الوطنية، و تجلت في هذه الأيام كل الحقائق التي اكدت أن المجلس الانتقالي لم يكن في يوم من الايام جزء من روح اليمن، او من هم المواطن اليمني بقدر ما كانت جزء من لعبة ٍلم يأذن الله لها ان تكتمل لتحقق تاريخ من الصراع في الجنوب اليمني سيذهب ضحيته ابنائنا واهلنا في جنوب الوطن، اليوم أيضا اثبتت الشرعية بدعم مباشر وقوي من المملكة العربية السعودية انها قوية وانها قادرة على كسر وهم المجلس الانتقالي الذي لم يتكأ على حقه وقضيته ومناصريه بقدر اتكائه على الاجندات الخارجية ، اليوم لا يمكن ان نقول ان المجلس انهزم بل انكسر وظهرت عوراته امام المخدوعين، او من تبقى منهم في الوقت الذي يعيش قادته في رجاءٍ لا يختلف عليه اثنين، بينما أبناء عدن على وجه الخصوص المدينة الافقر رغم انها مصدر ثراء العالم يعيشون في حالةٍ مؤلمةٍ خصوصاً عندما نقارنها بمدنٍ أخرى في جنوبنا الحبيب . من يصد خيانات المجلس الانتقالي او غبائهم الوطني هم أبناء الجنوب أيضا ولا أحد سواهم أبناء الجنوب من كل الاطياف السياسية والقبائل والمناهل ومن كل قرية وبيت ووادي، لانهم لا يبحثون عن إثراءٍ شخصي بل يبحثوا عن وطن. نعود لنؤكد ان دور المملكة العربية السعودية محوري ومفصلي وهو الأهم على الطلاق في الحفاظ على وحدة اليمن وفي القضاء على الانقلاب وفي إعادة الشرعية وإعادة الإعمار. اثبتت السعودية بموقفها في عدن انها الشقيقة الكبرى التي تعلم ان الوجع في اليمن وجعٌ فيها وان النار التي ان شبت في الجنوب فلن تضر اليمنيين وحدهم بل ستحرق جزءً كبيراً من الجزيرة. والمملكة العربية السعودية أيضا اثبتت انها حائط الصد الأقوى والاصدق للتغول الإيراني في المنطقة.
اشعر ان اليمن في طريقه إلى التعافي بعد مقتل أبو اليمامة وبعد ما حدث من محالة الانقلاب التي قادها المجلس الانتقالي بقياداته المعتوهة ومحاولة اقتحام قصر المعاشيق الذي ليس له من كلمة القصر الا الاسم، اليوم ظهر الوجه المشرق لكثيرٍ من أبناء الجنوب اليمني الحر وهم يؤكدون انهم مستعدون لتقديم أرواحهم فداءً للوطن اليمني وان خيارهم مع الشعب وان الدواء من دمائهم ان مرض الوطن وان التعافي سيأتي ولو بعد حين.
اضف تعليقك على المقال