ارسال بالايميل :
4514
محمد قشمر
مع تواصل الأحداث في التدفق عبر مساراتٍ محددة في منطقتنا العربية، أجد أن فرصة إقامتنا في المملكة العربية السعودية في هذه الفترة الزمنية الصعبة كان لها أثر واضح في فهم مدى العمق الاخوي والقبلي بين اليمن والمملكة، وبحكم تخصصي القانوني ودخولي لبعض المحاكم وبحكم دراسة أولادي في مدارس حكومية سعودية وجدت أن كل ما كان يقال عن الشعب السعودي لا يعدو أن يكون من بابا المناكفات السياسية الدولية المدعوم استخباراتياً.
كم حدثونا وكم سمعنا من كلامٍ سيءٍ عن الشعب السعودي، وعن صلف الشعب السعودي وعن تكبر الشعب السعودي، واليوم وبعد ما يقارب الخمس سنوات التي عشتها بين هذا الشعب ما وجدتهم الا شعباً يستحق كل الاحترام والتقدير والثناء، وجدت فيهم من الأدب ما أثلج صدري وطيب خاطري ، فمنهم من استقبلنا كلاجئين نازحين من حربٍ اكلة الأخضر واليابس ، فكانوا لنا نعم الأخوة والجيران، وهذه شهادة اشهدها وسأحاسب عليها يوم القيامة بين يدي الله تعالى، البعض اعلم انه لن يعجبه هذا الكلام لأن العقول والقلوب أصبحت مشحونة بعداءٍ غير مبرر تجاه شعب السعودية الأصيل، وهذا الشحن بالكراهية مقصود من قبل جهات ٍ كثيرة الهدف منها تمزيق وحدة قلوب الشعوب العربية والإسلامية التي تنتمي الى بعضها البعض وبقوة، وجدت ان الشعب السعودي قريب جداً خصوصا لنا نحن اليمنيين ولمست ذلك التداخل الكبير بين القبائل اليمنية والسعودية التي تعد أصلا ً واحدا، ويمكن ان يكون هذا احد اهم الأسباب التي تقارب فيما بيننا كشعبين، جيراني السعوديين يحملون لنا كل التقدير والأصدقاء من السعوديين ما وجدت من احدهم إساءةً لشخصي او لليمن ارضاً وانسانا، وهم ومما لا شك فيه انهم شعب ما زال يحمل اكثير من القيم التي يسعى الاخرين الى تدميرها ، ما زال كثير جدا من أبناء الشعب السعودي على فطرتهم البدوية التي تجعلهم أصحاب مبادرات طيبة مع الاخرين ، لا يمكن أن أقول انه لا يوجد هنا او هناك من يسيء لنفسه لأنه لا يخلو بيت من سيءٍ في خلقٍ أو في دين، لكني تحدثت عن العموم مما وجدته في هذه الشعب الذي حاول الأعداء ان يزرعوا في قلوبنا الكراهية لهم لا لشيء ولكن من مبدأ فرق تسد.
أقول أن من اهم أسباب تأدب الشعب السعودي وتخلقه بهذه الاخلاق الطيبة هو ان لهم قيادة قوية استطاعت ان توحدهم على قيمٍ لا يمكن لاحد ان يخالفها، فلا احد يمكن ان يتطاولوا على أحد ولا يمكن أن يكون هناك احد فوق النظام والقانون، ولهذا نجد القول المأثور ان الله ليزع في السلطان مالا يزع في القران قائماً بوضوح وجلاء، وكيف ان القيادة السعودية أوجدت نظاما قائما على أساس العدل بين كل المواطنين واوجدت القوانين والأنظمة التي تضمن الحقوق للجميع ، هذا الأمر هو الذي يساهم في تربية الشعوب، ولهذا وجدنا دولاً كانت ذو قيمةٍ إقليميةٍ ودوليةٍ وعند انهيارها انهارت القيم فأصبح الأخ يقتل اخاه وينهب ماله ويستبيح عرضه.
ليت انا نتعلم منهم كيف نبني وطننا لعلنا نعود اليه ويعود الينا ونعيش بنوعٍ من الامن والسلام الاجتماعي الذي صرنا نفتقر اليه.
اضف تعليقك على المقال