الكاتب : عادل الشجاع
ابتداء نحن حزينون على رجال المقاومة الذين يسقطون في لبنان على يد إسرائيل مثل سقوط الفراش حول النار، يعود السبب في ذلك إلى اعتقاد الكثير من رجال المقاومة بأن إيران تقف إلى صفهم وهم لا يدركون بأن إيران تستخدمهم لترتيب أوراقها كي تكون أحد الأعمدة الأساسية في الشرق الأوسط الجديد إلى جانب إسرائيل وتركيا .
نفس مشهد غزة يتكرر اليوم في لبنان، هذا يؤكد أن إيران لا تقود محور ما يسمى بالمقاومة في وجه إسرائيل وإنما تستخدمه للتفاوض على مصالحها، فأذرع إيران هم الذين يموتون بمواجهة إسرائيل، ولن نغالي إذا ما قلنا إن سقوط هذا العدد الكبير من قيادات حزب الله، سواء في تفجيرات البيجر أو في الموجة الثانية من الضربات الجوية التي قتلت أهم القيادات في الحزب إبراهيم عقيل وقبله فؤاد شكر، كان للمخابرات الإيرانية دور في ذلك .
ولست بحاجة للقول، بأن إيران لن تخوض حربا مع إسرائيل دفاعا عن حزب الله، فكل التصريحات من قبل مسؤولين إيرانيين تؤكد ذلك، فقد صرح وزير الخارجية الإيراني من نيورك عدم رغبة بلاده في الانخراط بحرب شاملة تكون إيران طرفا فيها، يؤكد ذلك أيضا عدم الانتقام لاسماعيل هنية الذي أغتيل على أراضيها، والأهم من هذا كله علينا العودة إلى البرنامج الانتخابي المعتدل الذي بموجبه تم انتخاب الرئيس الإيراني الحالي .
وإذا اقتربنا أكثر، فإننا سنقف أمام تصريحات علي خامنئي بعد مقتل إسماعيل هنية التي قال فيها، إني سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم إلى يوم القيامة، المعركة بين الجبهة الحسينية والجبهة اليزيدية مستمرة ولا نهاية لها، ليعطي موقفا واضحا من أن العدو ليس إسرائيل وإنما المطلوب أن يظل المسلمون يقتلون بعضهم البعض نيابة عن الحسين ويزيد بن معاوية .
ما يجري لحزب الله في لبنان سيمتد للحوثيين في اليمن، وقد ذكرت في مقال سابق أن هناك إجراءات تتخذ لتشكيل جبهة موحدة لإسقاط الحوثي عسكريا ودمجه في العملية السياسية، هناك مخاوف من حجم المجازر التي ستتخذ بحق الحوثيين والمتحوثيين الذين ارتكبوا أبشع الجرائم بحق اليمنيين، وفي اعتقادي بأن الأمر يقع بيد العقلاء إن كان هناك عقلاء في هذه الجماعة الخارجة عن الإجماع اليمني، بأن يتقدموا بمشروع سلام لكل اليمنيين ويكونون هم جزءا منه، مالم فإنهم سيكونون قربانا لإيران وجزءا من مقايضتها بملفها النووي، وسيفتحون مزيدا من حمامات الدم وسيتجرعون أسوأ أنواع الإذلال الذي جرعوه للشعب اليمني، فهل نسمع عن صوت العقل يخرج من داخل هذه الجماعة باحثا عن السلام وعن دولة يشارك فيها الجميع وتحمي الجميع ؟.
*من صفحة الكاتب بالفيسبوك
اضف تعليقك على المقال