الكاتب : ماهر المتوكل
سؤال دائم يتبادر إلى المشهد الأهلاوي عند حدوث أي خلاف أو مشكلة بين إدارة الأهلي أو بين عضو أو أكثر مع الداعم والعاشق الأهلاوي على مر الأجيال الإدارية وأجيال اللاعبين، يكون سببها الاختلاف في الرأي أو القناعة حول أسلوب إدارة النادي وألعاب الأهلي، التي توارت ألعاب عُرفت بتاريخها وإنجازاتها ونجومها.
في عهد الإدارة الأهلاوية الحالية، أصبح أهلي صنعاء موطن الإنجازات وقدوة ونموذج الإدارات والمدرسة في فن الإدارة وتسيير الفعاليات وحصد الإنجازات في عهد الأهجري حسين ومن سبقوه، والذين كان كلامهم حِكم وقراراتهم دروسًا للتعليم والإنجازات التي تحققت في عهدهم، حيث كانت غالبية البطولات لغالبية الألعاب.
كان أهلي صنعاء عندما يشارك بأي لعبة، لا يمكن أن يبتعد عن منصة التكريم، وحتى في عهد المرحومين محمد عبدالله القاضي وحسين الأحمر، اللذَين كانا يسعيان لجعل أهلي صنعاء عالمًا للفرح ومخزنًا للألقاب والإنجازات. وشهد الأهلي في عهدهما دعمًا غير مسبوق، وأكد المرحومان الأحمر حسين ومحمد القاضي أن أي داعم إذا توفرت لديه نية العمل وإرادة تحقيق الإنجاز والعمل القيادي الرياضي، فلا مناص من البذل والعطاء وتوفير بحبوحة الدعم والرعاية المتفردة لتحويل الأهلي لمنظومة عمل واستقدام الكفاءات التي تؤمن بأن أهلي صنعاء ليس مجرد نادٍ أو كمالة عدد، بل يديره إداريون من ذوي المرجعيات الرياضية أو العلمية في فن الإدارة والعلاقات، ولا يكتفون بمجرد تسيير النادي الأهلي كما تُسير الأندية الريفية للحفاظ على البقاء فقط!
وعودة إلى ذي بدء، نؤكد أن انزعاج النافذين في الإدارة الراهنة، مع احترامي لليريمي والأشول ولمن لهم تاريخ ومرجعية مع الأهلي ومسيرته، لهم الحب والاحترام والتقدير من كل الأهلاويين والرياضيين.
نعم، أقول وأؤكد أن مشكلة النافذين في إدارة الأهلي تكمن في أنهم يجدون في الحباري مشكلة لا حل لها، كونهم لا يستطيعون تجاوزه أو السيطرة عليه، أو الدفع بالبعض لاتهامه بأن حديثه عن الأهلي لغرض بحثه عن مصلحة أو ابتزاز للإدارة، أو يؤطرونه بأنه طابور خامس يريد الإضرار بأهلي صنعاء، كما يتعاملون مع كل صرخة أو دعوة لإنقاذ أهلي صنعاء مما هو فيه، والذي تم تحويله إلى نادٍ يبحث عن الستر والعافية والاستمرارية، وقد أحبط الخيّرون بعد أن تم محاصرتهم بمن يخوّفون محبي الأهلي بأن الإدارة هي أفضل إدارة ولا يريدون إزعاجهم أو التشويش عليهم، وستجد في كل مرة أسماء بعينها من الأهلي تقفز كحائط صد عن الإدارة، أو يقومون بدور (البودي جارد) لأفراد بعينهم في الإدارة، ضاربين بمصلحة الأهلي والحال المحزن الذي يعيشه عرض حائط المصالح، ويقذفون كل من سواهم بالتهم والشائعات، وقد أصبحوا في غفلة من الزمن هم الأهلي الصنعاني وهم الصوت والصدّى للأهلي، وكل جماهير أهلي صنعاء في كافة المحافظات لا يمثلون الأهلي!
نعم، الحباري أصبح كابوسًا كونه أهلاويًا أصيلًا وداعمًا لا يضاهيه أي داعم أو رجل أعمال في الأهلي، وليس مجرد مساهم ببعض مرفقات الأهلي والتكريمات والعمل الاجتماعي، أو التكفل بإعانة نجم سابق أو علاج لاعب أو تكريم أبطال لأي لعبة في الأهلي، فالسيرة والمسيرة لا يمكن اختزالها في سطور.
ومشكلة النافذين في إدارة أهلي صنعاء أنهم لن يستطيعوا السيطرة واحتواء الأهلي وإبقاء الوضع كما هو عليه إلا إذا اعتكف الحباري عن متابعة ودعم الأهلي ككيان ومكان، ولا يسبب لهم وجع رأس عند أي فعالية أو إحراز بطولة أو إصابة لاعب، لأن ما يقدمه الحباري سيعرّي بخلهم وشحّ ما يقدموه، مقابل رجل عشق الأهلي ويدعمه لمجرد العشق وليس للمصلحة الشخصية أو الرغبة الترويجية.
وموقف الإدارة وبيانها عند حدوث المشكلة في يوم تكريم إنجاز البطولة في ملعب الوحدة كان الغرض منه توجيه الضربة التي اعتقدوا أنها ستكون القاضية للحباري وستحبطه ليتوارى عن المشهد الأهلاوي ليتنفسوا الصعداء. فهل وصلت الرسالة؟ نأمل ذلك.
وبس خلاص.
اضف تعليقك على المقال