الكاتب : شعيب الأحمدي
نحنُ على مشارف الذكرى الـ34 لتأسيس حزب التجمع اليمني للإصلاح 13 سبتمبر/أيلول 1990، أن يأتِ السؤال مثل هذا الوقت جيد جداً، ليعذرني السائل على خرق قواعد الكتابة التي أعتمد عليها في كثير من الأوقات، سأرد بهذه العفوية البسيطة كوني أفضل ذلك.
-لماذا أخترت الإصلاح؟
أولاً أرى أن يكون لكل شخص منا حزب ينتمي إليه، كون الأحزاب الوطنية تشكل نظام ديموقراطي عادل في التسوية السياسيّة وذلك لبناء الوطن، وعلى المرء أن يختار المكان الذي يناسبه ويذهب إليه بقناعة ذاتية وفكرية، والحزبية ليس دين للعبادة وإنما نظام لتيسير الحياة.
الجواب لديه فروع مختلفة أساسها المولد والنشأة في أسرة متدينة ومنتمية للحزب، يميزها أنها أسرة تتحلى بالديمقراطية تختلف وتتفق مع الأحزاب الأخرى في القضايا الوطنية والسياسية لكنها لا تخاصم بفجور، لم تطلب مني الدخول وإنما دخلت برضا وقناعة، وذلك بعد قراتي البسيطة خلال أحداث ثورة 11 فبراير المجيد وبعدها، عن قواعد وأنظمة الأحزاب اليمنية، ورأيت الميول لهذا الإطار العريق فكريًا وسياسيًا.
يعد الإصلاح كفكرة نبيلة متأصلة في واحدية إنسانية، قوامها الثورة على الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما وهذا ما لمسته في البعض من قيادة الحزب رجالًا ونساء وشباب، يدفعون بذواتهم دائمًا لدفاع عن الجمهورية، وعنوانها الحرية، لديه ضوابط وقوانين تُصب في مصلحة الوطن، ويسعى لتحقيق أهداف ثورتي سبتـ٢٦ـمبر١٩٦٢م و١٤ أكتوبر٦٣م.
الشيء الثاني، خلال سنوات الحرب العشر الجارية ضد الإمامة الجديدة، عرفت الفئة الزيدية كثيرًا، ونبذتها فكرة وقواعد وأنظمة، قيادة وأفراد، كونها فكرة منبوذة من قبل الشعب، منهجها مؤطر بالاستبداد والاستعباد لليمنيين، عمل الإصلاح في مقاتلة هذه الفئة الباغية، في كل الميادين المختلفة وما زال شبابه في مقدمة الجبهات.
لقيادة الإصلاح كحزب سياسي أخطاء كثيرة، وضح هذا الحال الكاتب الأمريكي أمبروس بيرس: "السياسة، إدارة الشؤون العامة بما يخدم المصلحة الخاصة". هذا الخطأ الذي لم يتعلمه الحزب رغم أن حزبيين عريقين مروا بالحكم قبله وعندما عاشوا لذواتهم هلكوا لم يتعلم منهم الإصلاح، ربما هذا شيئًا وارد في السياسة لكن بالنسبة لي كمواطن كادح يجب على الجميع التعلم من الأخطاء السابقة.
رغم الاخفاقات والتراجعات "السياسيّة، العسكرية" والعصبية الذاتية والتميز العنصري الحاصل في الحزب، منذ ظهور تفاقمها المخيف خلال الثلاث السنوات الماضية، يظل حزب الإصلاح الفريد في الساحة اليمنية، من حيثُ المحاولات في التمسك بقواعد الثورة ضد الفكرة الإمامية، وملتزمًا بالمصالحة الوطنية، وهذا أكثر شيء يشفع له بعض تلك الاخفاقات، بإمكاني أن أقول الآن كما قال الكاتب المغربي نور الدين لشكر "كل منا له دولة باطنية تسكنه" أعتقد أنه يقصد الأحزاب.
وبمناسبة الذكرى الـ34 لتأسيس الحزب كل عام والكوادر الوطنيّة قيادة وأفراد بألف خير.
اضف تعليقك على المقال