يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

هل ستعمل الزيارة على انقاذها ؟

عمر الحار

 

الكاتب : عمر الحار 

اخذت زيارة فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي الى محافظة تعز بعدها التاريخي المستحق من كل النواحي ، سوى من ناحية توقيتها الصعب ، و غير المتوقع او من ناحية اهميتها الخاصة للمحافظة المحرومة والمنكوبة بحرب الانقلاب من حوالي عشر سنوات خلت ، ومكابدة اثارها السلبية بصمت ، وتحمل وزر تعباتها على كل صعيد . فهي تكأد الاستثناء من بين محافظات الجمهورية التي تقاسم فيها البيت الواحد مآسي الحرب وانتقالها بعدوانية شرسة الى داخله ، في حين انحازت كلا من الهضبة و عدن مبكرا  لمشروعي الانقلاب هنا وهناك ، ظلت تعز تعيش على صفيحها الساخن ، ممزقة الاوصال و التواصل ، وتركها فريسة سهلة لصراعاتها الداخلية التي ضاعفت من حجم معاناتها لدرجة لا تطاق .
وربما تعطي زيارة فخامة الرئيس للمحافظة الواقعة تحت ارهاصات الكارثة التي حلت باليمن دفعة معنوية قوية ، تمكنها من اعادة حساباتها السياسية الدقيقة معها ، وظهور موقفها الجمهوري بوضوحٍ شديدٍ في ظل التباس الوضع عليها في كلٍ من عاصمتي الانقلاب وهي المتيمة ، بصنعاء و هيام قلبها بعدن ، ولا تقوى على الحياة بدونهما ، متحملة نصيب الاسد من التضحيات ، و النضال والقتال في سبيل الاحتفاظ بهما معا مما يعني الحفاظ على اليمن الكبير ، رغم خذلانها المشين من العاصمة الامامية ، و نظيرتها الانفصالية اليوم ، بذهابهما في مسار الا عودة بعيدا هرولة نحو ماضيمها الامامي و الانفصالي البعيض . 
فهل تعمل الزيارة على انقاذ تعز من جحيم انقساماتها ؟ ، وتعمل على اعادة لحمة صفها الجمهوري المتصدع بالخلافات ؟ . ففي انقاذها ، انقاذا لليمن ونظامها الجمهورية او استعدادها لاقامة جدار الفصل العنصري في القلب منها ، ذلك ما لا نتمناه لتعز الثورة ، ومهد ابطالها الاحرار خاصة ، و اليمن عامة .

اضف تعليقك على المقال