الكاتب : عماد الدين الغزالي
في ذكرى الثورة السبتمبرية المجيدة، يؤكد الشعب اليمني مرة أخرى على عمق ارتباطه بهذه الثورة التاريخية ورفضه القاطع لأي محاولات لطمس هويتها أو تزييف مكتسباتها، يظل 26 سبتمبر رمزًا للتحرر والبناء الذي لا يمكن طمسه أو اخفاؤه.
على مدى عشر سنوات تسعى مليشيا الحوثي الإرهابية إلى إعادة إنتاج نظام الإمامة المتخلف والمتطرف، إلاّ أن ثورة سبتمبر قطيعة جذرية مع تاريخ طويل من الظلم والقهر، حيث كان النضال الذي قاده أبطال الثورة السبتمبرية نضالاً من أجل إعادة اكتشاف الهوية اليمنية المنسية، واستعادة كرامتها التي داستها أقدام الأئمة السوداء.
على مدار العقود الماضية، شهد اليمن العديد من التحديات والأزمات التي حالت دون تحقيق الأهداف التي قامت من أجلها ثورة سبتمبر. فالصراعات السياسية والحروب الأهلية، والانقسامات الحزبية والجهوية، والفساد المستشري في مؤسسات الدولة، كلها عوامل أعاقت مسيرة البناء والتنمية في اليمن.
ولكن في ظل هذه الظروف الصعبة، لا بد أن يستعيد اليمن روح الوحدة الوطنية والتضامن الشعبي التي ميزت مرحلة ما بعد ثورة سبتمبر. فالتحديات التي تواجه اليمن اليوم تتطلب من جميع أبناء الشعب اليمني الوقوف صفًا واحدًا في سبيل إعادة بناء الدولة وتجاوز الأزمات الراهنة.
في هذا الصدد، يجب أن يكون شهر سبتمبر فرصة لتجديد الإلتزام الوطني وإعادة ترتيب الأولويات لتحقيق التنمية الشاملة والاستقرار السياسي، والبناء المتين للدولة اليمنية الحديثة لا يتأتى إلا من خلال تضافر الجهود على كافة المستويات، وتغليب المصلحة الوطنية العليا على المصالح الحزبية والشخصية الضيقة.
بالإضافة إلى ذلك، التركيز على تنمية الوعي الشخصي والتنمية الوطنية لدى أبناء الشعب اليمني، هذه العناصر ستساهم، في تكوين نخبة مؤهلة قادرة على إعادة بناء الدولة وتحقيق التنمية المنشودة، مواجهة أي تحديات أو أحداث تقع في المستقبل.
لن ينجح الحوثيون أبدًا في طمس هوية 26 سبتمبر أو اخفاء مكانتها في قلوب اليمنيين، هذه الثورة المجيدة باقية وماضية في تحقيق أهدافها رغم كل المحاولات، والشعب اليمني سيظل متمسكًا بها ومدافعًا عنها ضد أي محاولات للعودة إلى الوراء، وعازم على استكمال مسيرة البناء والتنمية والديمقراطية التي بدأتها ثورة سبتمبر.
اضف تعليقك على المقال