الكاتب : عادل الشجاع
قبل فترة من الزمن ظهر جندي أمريكي وهو يضع ركبتيه على رقبة جورج فلويد المطروح أرضا وهو يصرخ، لا أستطيع التنفس، فكان الرد أكثر حدة وأوسع انتشارا، حيث عمت المظاهرات كل الولايات الأمريكية وامتدت إلى فرنسا وبريطانيا، لكن وضع أحد الجنود السعوديين على رأس أحد المواطنين اليمنيين لم يحرك الإنسانية .
الجندي السعودي لم يضع حذاءه على رأس المواطن اليمني الذي اضطرته ظروف الحرب التي شنتها بلاده على اليمن لأن يفر عبر الحدود بين البلدين، ليس كلاجئ وفق القانون الدولي الذي يلزم بلده بكفالة كل اللاجئين وإنما بحثا عن العمل، بل وضع على رأس العليمي ونوابه السبعة وعلى رأس قيادات الحوثي والشعب اليمني كله .
رؤية حذاء الجندي السعودي على رأس المواطن اليمني تجعل الإنسانية في حالة استنفار وتشعرنا بأننا لا نستطيع السكوت على هذه الأمور، فالمواطن اليمني كان أعزلا وغير قادر على الحركة، ومع ذلك ظهر الجندي السعودي وهو خائف ومذعور، اعتقادا منه أن المتسلل حوثي، فهو لا يعلم أن الحوثيين لا يتسللون عبر الحدود بل يذهبون بطائرات خاصة وتحت مبررات كثيرة، ولا يعلم أن سفير بلاده يذهب إلى مقابلة الحوثيين في صنعاء ومسقط ويتبادلون العناق .
هذه الصورة نقلت لنا جزءا صغيرا من المشهد العام ومن النفسية السعودية تجاه اليمنيين وما يجري في سجون السعوديةوجه آخر للظلم وفصول صادمة من التعذيب والإذلال ففي غياهب سجون السعودية يقبع آلاف المعتقلين، الذين يعانون من دون أن يُسمَع صوتهم، ويقضون حياتهم بين تهديد ووعيد وظروف مأساوية في كلّ تفاصيل حياتهم، أصبح اليمني لدى النظام السعودي أرخص من أي شيء، أدعوالمحامين والنشطاء الحقوقيين لرفع دعوة قضائية والانتصار لكرامة ذلك المواطن الذي أهدرت كرامته وكرامة كل يمني معه .
* من صفحة الكاتب بالفيسبوك
اضف تعليقك على المقال