يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

تعز والأضداد الثلاث "الحصار، السلطة، المواطنين"

شعيب الاحمدي
الكاتب : شعيب الاحمدي ما يحدث في تعز اليوم هو صراع لأجل البقاء، حصار مفروض من الخارج، واستنزاف من الداخل للمواطنين، لتصبح هذه الأضداد الثلاث في شتات ومعاناة مستمرة. يعيش سكان مدينة تعز (جنوب غرب البلاد) منذ تسعة أعوام حصارًا حوثيًا خانقًا، ليصبح أطول حصار في التاريخ، أدى إلى فرض اجباري لتقليص الخدمات الأساسية وتردي المعيشة، تسعى الجماعة للهيمنة على كل المدينة وحكمها بفرض قوة السلاح، كما أنها تعتمد في كل جلسات التفاوض مع الحكومة الشرعية، على طرح مناقصات بفتح منافذ لها لتمرير الأسلحة والممنوعات، وإخراج القيادة العسكرية المتهمين بمقتل عشرات اليمنيين وتنفيذ العديد من الجرائم، بمقابل فتح الطرقات على تعز؛ الذي يسكن فيها الآف من الناس بلا خدمات أساسية كالماء والكهرباء والصحة والغذاء، إلا أن الشرعية تلتزم بالإتفاقية، بينما جماعة الحوثي تتعنت وترفض فتح منافذ تعز الرئيسية، لتستمر معاناة أكثر من خمسة مليون إنسان في المدينة. يُعد مواطنو تعز من أجلّ المدنيين الذين يناصرون كل القضايا الوطنية والإنسانية، في الداخل اليمني أو الخارج العربي والإسلامي، ومن أوائل من يقفون في وجه الاستبداد والظلم وكل أنواع الانتهازيات والفرضيات الاجبارية، التي تفرضها الجماعات المسلحة الإر هـ ـابية، والنافذة من القانون على الإنسان، وتعد مدينة تعز منطقة للقاء الثوار ومسرح لتحريك الثورات ضد كل القوات الاستعمارية والاستبدادية، منذ بدأ التاريخ الجمهوريّ. منذ بدأت الحرب أحصت منظمات حقوقية محلية ودولية عدد الضحايا، حيثُ تقدر 17326 بين قتيل وجريح منذ 2015 حتى نهاية العام الماضي 2023. خلال فترة الحرب تغير ثلاثة محافظي لتعز، دون أدنى شيء لتغير من حياة ومعاناة المواطنين، ويعد نبيل شمسان المحافظ الأكثر تمسكًا واستهتارًا بالسلطة منذ تعينه قبل ست سنوات، في ظل هذا الحصار المطبق حددت السلطة المحليّة يوم 23 مايو / أيار، سعر قرص الروتي الواحد بـ60 ريال للمطاع وسعر الثلاثة الأقراص بـ200 ريالًا، بينما يستمر تفاقم سيناريو المجاعة الإنسانيّة، وصمت مريب من قبل الأحزاب السياسيّة والمجالس المحلية والمنظمات المدنيّة والاجتماعية. إن سياسة التجويع الذي يستخدمها أطراف الصراع في المدينة، هي غاية واحدة للبقاء على الحكم فترة طويلة، أبرزت سياسة الأحزاب السياسيّة في تعز، أن مصالحها في المكاتب الإداريّة والتنفيذية أهمّ من حياة المواطنين الذين يعيشون ظروف اقتصاديّة صعبة، وأبرز نبيل شمسان أن مطامعه الخاصة و توفير مصالح الأحزاب أولى من المدنيين، وتأكد جماعة الحوثي المصنفة في قائمة الإر هـ ـاب أن القضاء على تعز، أول طريق لوصولها للحكم، بينما يرى المواطنون أن اليمن الكبير أهمّ من كل تطلعات ومطامع كل التيارات المتناحرة، وأن تحرير تعز من مخلفات الحوثي، وتصفية السلطة من الفساد هو المشروع الوطني الذي لا يملون من تحقيقه.

اضف تعليقك على المقال