ارسال بالايميل :
1580
الكاتب : عمر الحار
وضع فخامة الرئيس الدكتور رشاد لعليمي ، في خطابه بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين للجمهورية اليمنية ، المغدور بها ، النقاط على الحروف ، وتمكن بلغة اهل الاختصاص في السياسة و الاجتماع من تشخيص طبيعة المرحلة ، وتحدياتها على كل صعيد ، وصولا الى تحديد الآليات المناسبة لمواجهتها على النقيض تماما من رتابة خطاباته في هكذا مناسبات منذو توليه مقاليد الحكم عن بعد لادارة السلطة الشرعية في اليمن ، لاعتماده على الواقعية الوطنية كمصطلح جديد ، في التعامل مع مختلف المشكلات الماثلة امامهم والتخلي الواضح عن منهجية الواقعية السياسية المناسبة لادارة شؤون البلدان الآمنة و المستقرة . وظهور استخدامه العقلاني الراجح في التعاطي مع قضايا الوطن المكنوب بكل شفافية ووضوح بعيدا عن ايديولوجيا الخطابات السياسية المفخخة بالاكاذيب المخلوقة ميتة على شفاة اصحابها ، دون قدرتها على تحقيق التأثير المطلوب في الصف الوطني المهزوز و المهزوم من كل النواحي و المحتاج اصلا لمن يشد آزره ويعمل على اخراجه من حالة اليأس والاحباط المعشعشة في دواخله ، مشكلة قيود نفسية غليظة و شديدة الاحكام عليه ، فخامة الرئيس هو الاعلم بها من الاخرين .
و فصل الخطاب جاء في تناول فخامة الرئيس للقضية الجنوبية ، و اخراجها من الظلمات الى النور ، وبصورة مغايرة لطرق الابهام والغموض في تناولها سابقا على كافة المستويات ، لتحتل القضية في خطابه بالمناسبة المكانة التي تستحق باعتبارها جذر واس المشكلات الوطنية التي برزت مبكرا في عهد الدولة اليمنية الوليدة ، على حجم الاختلالات المرافقة لمعايير العمل السياسي الديمقراطي دون التفاتة لخطورتها المستقبلية على النظام السياسي للجمهورية ، لتطير ورقة قوية في مهب الريح قابلة وجاهزة للتوظيف في ايادي هواة الاصطياد في الماء العكر على كثرتهم في المحيط و العالم ، دون اغفال الامعان في نتايج تعمد التجاهل لها ، المولد للاحتقان النوعي و المخيف اليوم من الانفجار ، لتضخم عملية الانحسار الكبير في مد موجات الشعور الوطني و تراجعها بشكل ملحوظ في الاونة الاخيرة في جنوب اليمن كحالة بشرية قابلة للتغذية العكسية وتغيير القناعات ان امكن مالم يتم رفع القلم البريطاني عن ملف القضية اليمنية برمتها . وكف اليمنيون شر القتال .
و بالحكم على مفردات الخطاب يمكن القول بان القضية الجنوبية ، دخلت عقل و فكر الرئيس من اوسع الابواب ، وسيعمل من اليوم و صاعدا على انصافها ، وجعلها مفتتح لمعالجات مختلف القضايا الوطنية المزمنه ، واتخاذها قاعدة الحل و منطلق العمل لاعادة بناء السلام في اليمن . ولو عملنا على اعادة رسم هيكلية افكار الخطاب او انفو له ، لمثلت الجنوبية رأس جسد المتن و قلبه و ماعداها من قضايا التنمية والاحتياجات الاطراف بما فيها الانقلابات هنا و هناك .
و بالتعمق اكثر في مفردات خطاب فخامة الرئيس نستطيع القول العثور على زعيمٍ وطنيٍ جديدٍ ، يمتلك القدرة على اعادة وحدة الصف الوطني ، و العمل على توجيه طاقاته لمواجهة التحديات الكبيرة والمشكلات المعقدة التي يواجهها اليمن . بعد بيان الرؤية و خلو الخطاب الرئاسي من التبطين السياسي المضر بوحدة الصف القيادي .
وفخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي محل ثقة الجميع كعالمٍ و مرجعٍ في السياسةِ و الامنِ و الاجتماعِ .
اضف تعليقك على المقال