ارسال بالايميل :
1091
الكاتب : عادل الشجاع*
قتل صالح فتشفى لمقتله بعض المرضى ومازالوا يتشفون بقتله، بل ويعيرون أتباعه حتى اليوم بأنه في الثلاجة، وبالأمس مات الزنداني، فتشفى لموته بعض المرضى وتلذذوا بموته، لنجد أنفسنا أمام خصومة لا تنقطع وتدمير متبادل، كل طرف يريد علاقة لا يحيا فيها الطرف الآخر، وكل طرف يمارس ما يرفضه من الآخر .
يستوي في ذلك الأستاذ الجامعي مع العامل مع الأمي الذي لا يعرف القراءة والكتابة، يتحدث الجميع خطابا واحدا غرائزيا، لا علاقة له بالسياسة ولا بالوطن، جميعهم معززين بوسائل إعلامية مرئية ومكتوبة تلعب دورا تحريضيا وتعبويا ويسوقون اتهامات بالجملة، تجاوزوا خط الرجعة مع بعضهم البعض .
لقد وصلت حالة التعبئة والاحتقان والإحماء إلى حافة الهاوية، هذه الحالة ممتدة إلى جميع المليشيات التي استطاعت أن تحشد الأتباع لكي تسيل دماءهم عبثا ويعتقد الأتباع أنهم يسطرون بدمائهم مستقبل أفضل لبلادهم، بينما هم في الحقيقة ليسوا سوى حطب يحرقون به مستقبل أبنائهم .
هناك سعي لإبعاد اليمن خليجيا وعربيا
نحن أمام كتلة من الكراهية تكبر في وجوهنا كل يوم وأمام غلبة القيم الأولية والانتماءات غير المدنية وكل يوم يتشظى المجتمع وينقسم على نفسه، فأصبح أستاذ الجامعة والبرلماني والحقوقي والإعلامي والسياسي نموذجا ملفتا للمثقف الذي ترتبط مصالحه بجماعته أو حزبه، يتخندق خلف مواقف معلبة مسبقا .
لم تعرف اليمن عبر تاريخها نخبا سياسية وثقافية لعبت دورا بهذا القبح، فلم تدون كتب التاريخ في أحلك فصولها المظلمة سقوطا مثل الذي نعيشه ولم نعرف أبدا هذا الصنف من الباعة السياسيين المتجولين الذين يسوقون بلادهم لدول أخرى ويساون الوجود بالعدم وجعلوا الفوضى قانونا والاحتراب قاعدة والثأر دوامة لا يرتوي أصحابه مهما شربوا من الدماء .
رحم الله علي عبد الله صالح وعبد المجيد الزنداني فقد أصبحا بين يدي ربهما وأصبحا ملكا للتاريخ، فبدلا من الاختلاف حولهما، علينا أن نترك الأمر لخالقهما ونختلف حول الوطن، من منا سيقدم تنمية أكثر، ومن سيحمي الوطن وسيادته أكثر، بدلا من جر الوطن نحو التبعية والهاوية .
لنجعل قضيتنا اليمن أولا وأخيرا، وهنا أقول للساكتين، لماذا أنتم ساكتون، مما تخافون، هذا بلدكم وهذه أرضكم، عليكم أن تعيشوا فيها بحرية وكرامة وحافظوا على بلدكم مثلما يحافظ السعودي والإماراتي على بلده، فهل ستسمح الإمارات أو السعودية لأي جماعة أن تحمل السلاح في وجهها، لكنهما تسلحان المليشيات لضرب الدولة والوحدة الوطنية، فنحن بأمس الحاجة إلى الإعلان عن الجبهة العريضة التي تجعل اليمن وطنا لكل اليمنيين مهما كانت مناطقهم وقبائلهم ويكفل الدستور اليمني حمايتهم، ليكن ذلك فقد حان الوقت .
*من صفحة الكاتب بالفيسبوك
اضف تعليقك على المقال