ارسال بالايميل :
8498
الكاتب : شعيب الأحمدي
عاش عبدالمجيد الزنداني حياة حافلة بالبذل والعطاء، مصلحًا اجتماعيًا، عالمًا جليلًا، ومفكرًا مجددًا، وسياسيًا محنكًا، ومجاهدًا مغوارًا، محاورًا لبقًا.
ترجل من نعومة أظفاره في صفوف الجمهورية داخل كتيبة الزبيري، وتحول من جندي محارب للاستعباد والجهل الإمامي، إلى قائد حركة محاربة الفكر السلالي العنصري بكل طوائفها السياسيّة والفكرية والعسكرية، وعاش أدقّ تفاصيل حياته الصغيرة في التأمل بالوجود وتحرير الأجيال من الاستبداد والاستعمار ومخلفات التنكيل.
جاب مشارق الأرض ومغاربها -من جبال اليمن إلى جبال أفغانستان- ناشرًا الدعوة أو مناظرًا فيها أو مجاهدًا لأجلها. لقد جسد الزنداني في نفوس الأجيال خلودًا أبديًا لفكرة نبيلة، عابرة الزمان والمكان، حارب فيها الملحدين والمتكبرين وغطارسه الاستبداد.
اختلفت مع الرجل أو لم تختلف مالت نفسك أو قست، على الخصوم أن يفقهوا مقاصد الرجل في فلسفة الوجود، ويتعلموا من ابحاره في الطبيعة، ويتأملوا لتصوفه في روحانية النفوس، لأنه عاش متفردًا في ذاته ناطقًا بما تملئ عليه نفسه علمًا وتوهجًا، متأملًا في الوجود فيلسوفًا في الطبيعة، دراسًا ومغيرًا لكثير من نفوس شعبه.
رحل رفيق العلماء وشيخ المعلمين والدعاة، ومعلم النجباء، رحل الزنداني: رجل التجديد، وأحد مؤسسي الجمهورية الأوائل، بعد كل هذا البذل الوفير، لأجل البشرية وطبيعة الوجود.
اضف تعليقك على المقال