ارسال بالايميل :
2602
الكاتب ؛ عمر الحار
فقدت القرية الشبوية كثيرا من مميزات جمالها في المناسبات والافراح الاهلية و حتى في الاعياد على حضور حبورها وسرورها الروحي المشع في وجدان المسلمين ، على عكس غيرها من قرى وارياف اليمن المحتفظة ببساطتها القروية ، و سحر بيئتها الطبيعية ، وعاداتها وتقاليدها المختلفة .
وربما يحتاج الامر لتدخل اهل الاختصاص في علم الاجتماع ، لدراسة ظاهرة اتلاف الرجل الشبوي لحياة القرية ، واصراره على مواصلة عملية القضاء على معالمها ونسفها في كل جانب من جوانبها ، وقبوله بترحاب غريب ، وصدر رحب لطغيان مظاهر الحياة المدنية عليها ، واندفاعه الجنوني لنقلها بحذافيرها الحضرية و الخدمية الى عقر داره ، ودخوله في حلبه المنافسة البينية في تشييد انماط مختلفة من طراز عمارتها الخرسانية المستهلكة لمدخرات عمر البعض منهم في بلاد المهجر لثمانية عقود على التوالي ، دونما مراعاة خصائص ومزايا العمارة الطينية المناسبة لها من النواحي المناخية كعامل مساعد على التفاعل الذاتي مع ارتفاع درجات الحرارة في ثلاثة من فصول السنة . بينما نجد الغالبية من اقرانهم في المحافظات اليمنية الاخرى حريصون على استثمار مدخرات عمره المهجري في المدن الكبيرة منها ، عملا بمقولة العقار الابن البار ، والاحتفاظ بما ورثوه من مساكن متواضعة من ابائهم واجدادهم في القرى .
وينتابني شعور بفقدان نكهة ، وطعم ، وخصوصية الفرحة بهذه المناسبة الدينية العظيمة لهذا العام في القرية التي كانت قبل عشرين عام على اسمها الحقيقي ( الخضراء) ، قبلة للناظرين ، وواحة طبيعية خضراء يصعب اعادة رسمها بالكلام ، عقب زحف شجرة السيسبان عليها ، والقضاء المبرم على حقولها الخضراء في كل المواسم ، وغابات النخيل الممتدة في زمنها الجميل بطول اربعة كيلو مترات ، وبعرض خمسمائة متر تقريبا .
فهل تتكالب المدينة ، بمدنيتها الحضرية العرجاء مع السيسبان للبسط على ماتبقى من معالم اندثار واحاتها و مزارعها الخضراء؟. ، ومن ينقذ اهلها من جحافل البعوض المحرمة رقادهم طول الليالي ؟. ، و هم في صراع شديد لاستحقاق حصولهم على مشروعات للاصحاح البيئي الواقي لهم من الامراض حسب الاعتقاد ، بعد تشييد دولة الوحدة المباركة مركزا صحيا ، ومدرسة للتعليم الاساسي فيها ، وجامع كبير على نفقة البعض من اهلها .
اضف تعليقك على المقال