يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

عيد القرية

عمر الحار
  الكاتب ؛ عمر الحار فقدت القرية الشبوية كثيرا من مميزات جمالها في المناسبات والافراح الاهلية و حتى في الاعياد على حضور حبورها وسرورها الروحي المشع في وجدان المسلمين ، على عكس غيرها من قرى وارياف اليمن المحتفظة ببساطتها القروية ، و سحر بيئتها الطبيعية ، وعاداتها وتقاليدها المختلفة . وربما يحتاج الامر لتدخل اهل الاختصاص في علم الاجتماع ، لدراسة ظاهرة اتلاف الرجل الشبوي لحياة القرية ، واصراره على مواصلة عملية القضاء على معالمها ونسفها في كل جانب من جوانبها ، وقبوله بترحاب غريب ، وصدر رحب لطغيان مظاهر الحياة المدنية عليها ، واندفاعه الجنوني لنقلها بحذافيرها الحضرية و الخدمية الى عقر داره ، ودخوله في حلبه المنافسة البينية في تشييد انماط مختلفة من طراز عمارتها الخرسانية المستهلكة لمدخرات عمر البعض منهم في بلاد المهجر لثمانية عقود على التوالي ، دونما مراعاة خصائص ومزايا العمارة الطينية المناسبة لها من النواحي المناخية كعامل مساعد على التفاعل الذاتي مع ارتفاع درجات الحرارة في ثلاثة من فصول السنة . بينما نجد الغالبية من اقرانهم في المحافظات اليمنية الاخرى حريصون على استثمار مدخرات عمره المهجري في المدن الكبيرة منها ، عملا بمقولة العقار الابن البار ، والاحتفاظ بما ورثوه من مساكن متواضعة من ابائهم واجدادهم في القرى . وينتابني شعور بفقدان نكهة ، وطعم ، وخصوصية الفرحة بهذه المناسبة الدينية العظيمة لهذا العام في القرية التي كانت قبل عشرين عام على اسمها الحقيقي ( الخضراء)  ، قبلة للناظرين ، وواحة طبيعية خضراء يصعب اعادة رسمها بالكلام ، عقب زحف شجرة السيسبان عليها ، والقضاء المبرم على حقولها الخضراء في كل المواسم ، وغابات النخيل الممتدة في زمنها الجميل بطول اربعة كيلو مترات ، وبعرض خمسمائة متر تقريبا . فهل تتكالب المدينة ، بمدنيتها الحضرية العرجاء مع السيسبان للبسط على ماتبقى من معالم اندثار واحاتها و مزارعها الخضراء؟. ، ومن ينقذ اهلها من جحافل البعوض المحرمة رقادهم طول الليالي ؟. ، و هم في صراع شديد لاستحقاق حصولهم على مشروعات للاصحاح البيئي الواقي لهم من الامراض حسب الاعتقاد ، بعد تشييد دولة الوحدة المباركة مركزا صحيا ، ومدرسة للتعليم الاساسي فيها ، وجامع كبير على نفقة البعض من اهلها .

اضف تعليقك على المقال