يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

الفرار من الجحيم

عمر الحار
  الكاتب ؛ عمر الحار تبحث اليمن عن الفرار من جحيم الحرب ، التي تعيشها من تسع سنوات خلت ، بعدما القت بها القوى الدولية بلا رحمة في لهيبها وتخلت ، لتحرق الحكام والشعب معا ، قاضية على البقية الباقية من الحكمة اليمنية الشهيرة ، التي ذبحت من الوريد الى الوريد على محراب ثورة التغيير وعلى مرأى ومسمع من مسلتها الاشهر الواقعة امام جامعة صنعاء ، لغرض في نفس يعقوب يحتاج لاطنان من التفكير ، والتفسير الممنهج لنهتدي الى اسراره ، فكل رمزا من رموز التاريخ او الحضارة يجري توظيفه في المتغيرات الكبرى لخدمة اهدافها الخفية التي لا تظهر الا بعد حين ، ربما سنين طول ، وفقا والعمر الافتراضي لها . ودخلت اليمن في الحرب على خلفية دينية صرفة ، ولا يمكن تخرج منها الا بتحقيق اهدافها ، ولو استغرق الامر وقتا اطول على فرضيات مدة نهايتها ، وان ظل الشغل السياسي المكشوف لها يدور على تباينات وجهات نظر قواها و عواصمها ، و رؤيتهم الخاصة للحرب ، وكيفية وصول كل الاطراف الى مبتغاهم منها ، من قبيل تعز تفكر في عدن ، وعدن تفكر في حضرموت ، وصنعاء تفكر في الجميع ، دونما قدرتهم على ملامسة ابعادها الخفية حتى الان ، لارتباطها الوثيق بصيرورة التوجهات الدولية وفلسفة قادتها بضرورة التخلص من قوة ونفوذ الدولة السنية في المشرق العربي ، وتقليم اظافر مخالب جوارحها باستدراجها بعقلانية خارقة الى مصائد الموت في المناطق الواقعة خارج اطار الهضبة التي حسمت امرها المذهبي مبكرا ، لتلعب اليوم دور عرابة الازمة برمتها . وتوحي حجم التداولات الالكترونية الكبيرة الليلة لمجموعة من المقترحات التي شملتها ماسماه المصدر بخارطة الطريق للازمة اليمنية ، مدى الضيق والكبت التي تعيشها اليمن الغارقة في جحيم الازمة الماضية لاكتمال عشريتها السوداء الاولى بتعبير جزائري خالد ، وتبحث عن الفرار منها باية طريقة كانت ، راضية مرضية بالبقاء على قيد الحياة متخلية عن طموحاتها النارية و فنتازيا النفس الامارة بالسوء بعد ان شبعت موتا و جوعا و مرضا وغرقا في قعرها . وعادة ما تطلق خلية ادارة الازمة مثل هذه الاشارات الاعلامية و المنافذ الفكرية و الخطابية من جدار ضبابية الازمة حتى لايقضي اليأس على الجميع منها ، وتجدد آمالهم بامكانية حلولها الحتمية في نهاية المطاف ، وان استهلكت مزيدا من الوقت و الارواح و الاعمار .

اضف تعليقك على المقال