ارسال بالايميل :
3586
الكاتب : عبد السلام الدباء*
يشهد العالم في الفترة الحالية تزايدًا ملحوظًا في الوعي بالجرائم التي تقترفها دولة الاحتلال الإسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني وأعمال الإبادة الجماعية التي تنفذها في قطاع غزة أمام أعين العالم وتحت الحماية والدعم من الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
وقد حضت مؤخرا القضية القانونية التي رفعتها دولة جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية لمحاكمة دولة إسرائيل بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد أبناء الشعب الفلسطيني، حظيت باهتمام عالمي واسع كونها قد سلطت الأضواء على هذه الجرائم التي ترتكبها دولة الاحتلال الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني، والتي ترقى إلى اعتبارها جرائم حرب وإبادة جماعية ضد الإنسانية …
وهذه القضية تعد أمرا ذات أهمية قصوى، ومستجد مهماً وخطير على المستوى الدولي، حيث لم يسبق وأن واجهة دولة الاحتلال الإسرائيلي أي موقف سابق مثل هذا الموقف منذ تأسيسها.
ويضاف إلى ذلك، أن دولتي المكسيك وتشيلي، قد أعلنتا مؤخرًا عن خطوات سوف تقومان بها لمحاكمة قادة الحرب كمجرمي حرب أمام محكمة الجنايات الدولية، وهذا يكشف جانبًا آخر من تنامي الوعي العالمي تجاه التي يرتكبها قادة الحرب الصهاينة في دولة الكيان الإسرائيلي المحتل لأرض فلسطين.
وبناء على ما تقدم، فإن دولة الكيان الإسرائيلي سوف تحاكم على جرائمها، ثم على جرائم قادة الحرب فيها حيث ستقف دولة الصهيونية أمام محكمة العدل الدولية كدولة احتلال تقوم بتصرفات عدوانية وأعمال إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني المدافع عن أرضه وحقه المشروع في الحياة وإقامة دولته المستقلة على أرضه…
وفي الجانب الآخر، فإن التهم سوف توجه إلى قادة الحرب الإسرائيليين في محكمة الجنايات الدولية باعتبارهم مجرمي حرب بناءً على الخطوات التي ستتخذها دولتا المكسيك وتشيلي، التان تتهمهم بارتكاب جرائم حرب مروعة وتنفيذ أعمال إبادة جماعية ضد الإنسانية في فلسطين، وفي قطاع غزة الفلسطيني على وجه التحديد.
وكل هذه التطورات في مجملها إنما تعكس طبيعة التغير المهم الذي يحدث اليوم في الوعي العالمي، والذي يشهد ارتفاعا ملحوظا وتنامياً متصاعداً على مستوى المشهد الدولي برمته، وهو التغير الذي جاء كنتيجة طبيعية لعملية طوفان الأقصى التي أعادت القضية الفلسطينية إلى واجهة الاهتمام العالمي بعد أن كادت أن تنسى في خضم مشاريع وأوهام التطبيع التي تخدم دولة الكيان الصهيوني، وتعزز نفوذها بمنطقة الشرق الأوسط على حساب القضايا والحقوق العادلة للشعب الفلسطيني وكافة الشعوب العربية والإسلامية المجاورة.
ولعل الأهم في هذا الأمر إن مجمل ما تقدم سوف يمثل مقدمات مهمة وضرورية على صعيدي محاكمة جرائم دولة الاحتلال ومساءلة للمتورطين من قادة الحرب الصهيونية من جهة، ومن الجهة الأخرى المساعدة على تحقيق العزل العالمي لدولة الكيان الإسرائيلي المحتل إلى دولة إرهابية مارقة ومنبوذة من كل دول العالم…
ومن هنا ينبغي التأكيد على ضرورة أن يتفاعل العالم العربي والإسلامي بأكمله مع هذه التحولات، وأن يعمل على استثمارها بهدف توفير العدالة لشعب فلسطين وضمان المساءلة للمتورطين من قيادات المحتلين الصهاينة في ارتكاب تلك الجرائم المروعة بحق المدنيين الأبرياء في فلسطين.
ومن ثم ينبغي أن يتم حشد كافة الجهود الدولية وتعزيز العمل العالمي المشترك بهدف تحقيق العدالة للضحايا، ودعم نضال الوطني للفلسطينين في انتزاع كافة حقوقهم المشروعة وأولها حقهم تحرير أرضهم ومقدساتهم وحقهم في السيادة على ترابهم الوطني وإقامة دولتهم الحرة والمستقلة في أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.
___________
* مستشار وزارة الشباب والرياضة
اضف تعليقك على المقال