ارسال بالايميل :
664
الكاتب : عمر الحار
يظل الحديث عن ذكرى التصالح والتسامح التي اطلقتها قوى الحراك الجنوبي قبل ثمانية عشر عاما صالحة لكل زمان ومكان وما اخواج بلاد العرب والمسلمين لها بعد تفخيخ حياتهم في مختلف مراحل التاريخ بالمظالم ، وزراعتها بالضغائن و الضيم والاجحاف ، و لم تكن بلاد اليمن حالة الاستثناء منها بل اكثر الحالات مدعاة للبكاء فتاريخها محنة وايامها كربلاء بتعبير نزار الشعر والعرب وهي محتاجة شمالا وجنوبا للعمل بهذا المنهج الرحماني والمبدأ الرباني العظيم الذي يمثل جوهر القيم والاخلاق للدين الاسلامي وهو معنى الكمال للانسان الصالح وان كان الكمال لله وحده .
ولا ادري كيف اهتدت قوى الحراك المتناغمة الى حدٍ ما في ايقاعها النضالي للفكرة التي لها جاذبية خاصة لاقترانها بذكرى اليوم المشؤوم في حياة الجنوب ونظامه الشمولي الماركسي ، كاخر مسمار يدق في نعشه ايذانا بالخلاص ، وان كانت فضفاضة على الجنوب لكن لها قابلية كمسار عام يمكن البناء عليه من كافة قواه السياسية المتناحرة في المواقف و الاهداف والتاريخ ، مما اثار مخاوف القوى الدولية المحركة لصراع في جنوب اليمن ، وعملت على عجالة من امرها بالقضاء على الفكرة في مهدها ، وذبحت المصالح من الوريد الى الوريد ، بابتكار المجلس الانتقالي الذي تسيد بقوة سلاحها ومالها على المشهد السياسي العام في الجنوب مدعيا بالباطل تمثيله شرعا وقانونا ، على غرار تمكينها رقبة الجنوب وحكمه للتنظيم السياسي الذي تولى مهمة تصفية الثورة ورجالها وعقولها ، وقاد بلا وعيٍ ولت بصيرة الجنوب اليمني الى كل النكبات المتوالية التي شهدها في تاريخه الثوري النزق .
وعمل الانتقالي عقب ظهوره الغموس على كظم انفاس قوى الحراك وغيرها من القوى الوطنية الجنوبية الاخرى ، والعمل على افراغ المناسبة من محتواها ، والقضاء على رمزيتها الكامنة في الطريقة المبتكرة للاحتفال بها كل عام في محافظة جنوبية علها تذيب جفوة ابتعاد القلوب و تناحرها و تنافرها بالثأر السياسي العميق ، و اختصارها في اقامة المهرجانات السنوية لانصاره في قاعة مغلقة ، وهو فعلا بحاجة قبل غيره للمصالحة مع الذات عقب تطاير الشرر من اللواء الطيار احمد بن بريك ليلة الاحتفال بالمناسبة ، فلا تشعلوها ، فمعظم النار من مستصغر الشررِ بقول مرجع الدين والفلسفة ابن قيم الجوزية .
اضف تعليقك على المقال