يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

تمخض التحالف الأمريكي في البحر الأحمر فولد فأرا

عادل الشجاع
  الكاتب : عادل الشجاع* ذكرت صحيفة واشنطن بوست - نقلا عن مسؤلين أمريكيين - أن جنديين أمريكيين اختفيا في خليج عدن ، كانا يبحثان عن شحنة أسلحة متجهة إلى جماعة الحوثي في اليمن ، وأضافت الصحيفة أن الأوامر بتنفيذ مهمة الصعود الخطيرة على متن السفن ، صدرت الأسبوع الماضي بعد أن اشتبه الأمريكيون في أن السفينة كانت تنقل أسلحة إيرانية إلى جماعة الحوثي ، وأثناء صعود السلم انزلق أحد الجنود ، فيما غطس الآخر لمساعدته . ظهر الفأر فجأة وظهر ضحالة الإنجاز الأمريكي الذي لم يكن سوى فقاعة هوائية ، كل هذه السفن والبوارج الحربية وتحالف من ستة عشر دولة وفي نهاية المطاف يكلف جنديان لتفتيش سفينة تحمل سلاحا من إيران للحوثيين ، فيموتان غرقا دون أن ينقذهم أحدا ، وبالتأكيد واصلت السفينة طريقها إلى الوجهة التي أرسلت إليها . فهل كانت أمريكا بحاجة إلى الضربات التي وجهتها قبل أيام إلى اليمن ودمرت من خلالها المدمر ، وهل هي بحاجة إلى استمرار التهديد باستهداف اليمن بمزيد من الضربات ، كي تقصف ما تبقى على تحالف السعودية من مستشفيات تعمل بنظام العصور الوسطى ومدارس يعمل مدرسوها بدون مرتبات منذ ثمان سنوات ، لكي تثبت لنا ، أنه لا توجد علاقة بينها وبين الحوثيين ؟ المواطن البسيط ، يتساءل ، لماذا أقدم الحوثيون على تفجير منازل اليمنيين ولم يفجروا السفارة الأمريكية ، ولماذا أخذ العداء لأمريكا زخما كاذبا ومضللا ، وفي الوقت نفسه ، لماذا أخذ تحالف أمريكا البحري زخماً إعلاميا كاذبا ومضللا ؟ الجواب يقول ، إن تحالف أمريكا أراد أن يلفت الانتباه بعيدا عن جرائم إسرائيل في غزة ، وما يقوم به الحوثيون الهدف منه لفت الانتباه خارجيا للهروب من الاستحقاق الداخلي ، فمنذ عشر سنوات والتنمية معطلة والمرتبات موقفة ، والحجة أن البلد في حالة عدوان ، فبعد الاتفاق مع السعودية على عدم مواجهة أحدهما الآخر ، كان لابد من عدو آخر . إذا كان الحوثيون يشكلون خطرا على المصالح الأمريكية ، فلماذا تساعد أمريكا على إبقاء اليمن دولة فاشلة ؟ في الحقيقة ، أمريكا لديها استراتيجية الاستثمار في الأزمات ، تتخذها وسيلة لبسط نفوذها وهذا ما هو حاصل اليوم في البحر الأحمر ، فهي تحاول بعثرة أوراق اللعب ولملمتها مرة ثانية ، لذلك أقدمت على استهداف اليمن لكي تخلص الحوثي من ورطته بعد الحمل الكاذب للسلام ، بعد أن خفف الحوثي الضغط على إسرائيل ، وإلا ماذا يعني استهداف السفن التجارية دون الحربية ؟! أختتم القول ، بمخاطبة الأمريكيين من أصول يمنية ، هل فيكم من رجل رشيد ، يرفع دعوة قضائية على الإدارة الأميركية التي استهدفت اليمن خارج الشرعية والقانون الدولي ، وبوصفها تتواجد سفنها الحربية في البحر الأحمر والخليج العربي ، ومع ذلك تصل الأسلحة إلى الحوثيين ، وبرغم وجود كل هذه السفن والبوارج الحربية ، تقتصر مهمة تفتيش السفن على جنديين فقط ؟! ١٦ يناير ٢٠٢٤ *من صفحة الكاتب بالفيسبوك

اضف تعليقك على المقال