ارسال بالايميل :
8779
الكاتب : عادل الشجاع*
ذكرت صحيفة واشنطن بوست - نقلا عن مسؤلين أمريكيين - أن جنديين أمريكيين اختفيا في خليج عدن ، كانا يبحثان عن شحنة أسلحة متجهة إلى جماعة الحوثي في اليمن ، وأضافت الصحيفة أن الأوامر بتنفيذ مهمة الصعود الخطيرة على متن السفن ، صدرت الأسبوع الماضي بعد أن اشتبه الأمريكيون في أن السفينة كانت تنقل أسلحة إيرانية إلى جماعة الحوثي ، وأثناء صعود السلم انزلق أحد الجنود ، فيما غطس الآخر لمساعدته .
ظهر الفأر فجأة وظهر ضحالة الإنجاز الأمريكي الذي لم يكن سوى فقاعة هوائية ، كل هذه السفن والبوارج الحربية وتحالف من ستة عشر دولة وفي نهاية المطاف يكلف جنديان لتفتيش سفينة تحمل سلاحا من إيران للحوثيين ، فيموتان غرقا دون أن ينقذهم أحدا ، وبالتأكيد واصلت السفينة طريقها إلى الوجهة التي أرسلت إليها .
فهل كانت أمريكا بحاجة إلى الضربات التي وجهتها قبل أيام إلى اليمن ودمرت من خلالها المدمر ، وهل هي بحاجة إلى استمرار التهديد باستهداف اليمن بمزيد من الضربات ، كي تقصف ما تبقى على تحالف السعودية من مستشفيات تعمل بنظام العصور الوسطى ومدارس يعمل مدرسوها بدون مرتبات منذ ثمان سنوات ، لكي تثبت لنا ، أنه لا توجد علاقة بينها وبين الحوثيين ؟
المواطن البسيط ، يتساءل ، لماذا أقدم الحوثيون على تفجير منازل اليمنيين ولم يفجروا السفارة الأمريكية ، ولماذا أخذ العداء لأمريكا زخما كاذبا ومضللا ، وفي الوقت نفسه ، لماذا أخذ تحالف أمريكا البحري زخماً إعلاميا كاذبا ومضللا ؟
الجواب يقول ، إن تحالف أمريكا أراد أن يلفت الانتباه بعيدا عن جرائم إسرائيل في غزة ، وما يقوم به الحوثيون الهدف منه لفت الانتباه خارجيا للهروب من الاستحقاق الداخلي ، فمنذ عشر سنوات والتنمية معطلة والمرتبات موقفة ، والحجة أن البلد في حالة عدوان ، فبعد الاتفاق مع السعودية على عدم مواجهة أحدهما الآخر ، كان لابد من عدو آخر .
إذا كان الحوثيون يشكلون خطرا على المصالح الأمريكية ، فلماذا تساعد أمريكا على إبقاء اليمن دولة فاشلة ؟
في الحقيقة ، أمريكا لديها استراتيجية الاستثمار في الأزمات ، تتخذها وسيلة لبسط نفوذها وهذا ما هو حاصل اليوم في البحر الأحمر ، فهي تحاول بعثرة أوراق اللعب ولملمتها مرة ثانية ، لذلك أقدمت على استهداف اليمن لكي تخلص الحوثي من ورطته بعد الحمل الكاذب للسلام ، بعد أن خفف الحوثي الضغط على إسرائيل ، وإلا ماذا يعني استهداف السفن التجارية دون الحربية ؟!
أختتم القول ، بمخاطبة الأمريكيين من أصول يمنية ، هل فيكم من رجل رشيد ، يرفع دعوة قضائية على الإدارة الأميركية التي استهدفت اليمن خارج الشرعية والقانون الدولي ، وبوصفها تتواجد سفنها الحربية في البحر الأحمر والخليج العربي ، ومع ذلك تصل الأسلحة إلى الحوثيين ، وبرغم وجود كل هذه السفن والبوارج الحربية ، تقتصر مهمة تفتيش السفن على جنديين فقط ؟!
١٦ يناير ٢٠٢٤
*من صفحة الكاتب بالفيسبوك
اضف تعليقك على المقال