يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

ماهو الفرق بين الهجمات الصاروخية التي شنها التحالف العربي والتحالف الأمريكي البريطاني على اليمن؟

عادل الشجاع
  الكاتب : عادل الشجاع قال لي أحد سكان صنعاء بعد أن سألته عن الفرق ، أن الانفجارات السابقة كانت بالعربي والأخيرة بالانجليزي ، وكلا التحالفين يهدفان إلى تدمير اليمن وتقوية الحوثيين ، حتى وإن زعما بأنهما جاء لأجل اليمن وضرب الحوثيين ، فالأول أطلق على عملياته "عاصفة الأمل "، ولم يصنع سوى الدمار لليمنيين والأملش للحوثيين ، بينما الثاني ، أطلق على نفسه " الازدهار " ، ويقصد ازدهار الحوثيين ، أما اليمن فهي التي تدفع الثمن . تعالوا لنقرأ تصريحات المسؤلين الأمريكيين والبريطانيين عن هذه الهجمات ومسبباتها ، قالت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة ، إن الأمر لا يتعلق بنزاع محدد وإنما بمبدأ الحفاظ على حرية الملاحة في البحر الأحمر ، وإلى مثل ذلك ذهب وزير الدفاع الأمريكي ، إن الضربات تهدف إلى تعطيل وإضعاف قدرات الحوثيين في تعريض البحارة للخطر ، يوافقه الرأي رئيس الوزراء البريطاني ، بأن الهدف هو إضعاف القدرات العسكرية للحوثيين ، وهذا يعني أن الشعب اليمني غير حاضر ، بل مصالح البلدين . والسؤال الذي يطرح نفسه : أمريكا ليست في حالة حرب مع الحوثيين ، ولا يوجد بينها وبينهم عداوة ، حتى شعار الموت الذي يرفعونه في وجهها تعتبره من باب الديمقراطية وحرية التعبير ، مع العلم بأنها شجعت على نسف المشروع الديمقراطي في اليمن ، الذي كان قد تجاوز كثيرا من الدول المتقدمة ديمقراطيا ، فقد كان اليمنيون ينتخبون محافظي المحافظات ، في حين أن ذلك لا يوجد حتى في كندا ، فكيف نصدق أن هناك مواجهة حقيقية بينهم . لم تكن هذه الضربات ، سوى عملية تجميلية للوجه البشع للحوثيين ، ولإضفاء الشرعية عليهم ، فكيف تذهب إلى مجلس الأمن لتستصدر قرارا بحق جماعة انقلابية وتعاملها وكأنها الدولة ، فهذه سابقة خطيرة من قبل المجلس لشرعنة جماعة خارج الدولة ؟! نحن لسنا مع الضربات ، لأنها تنتهك سيادة اليمن ووحدة أراضيه ، فالولايات المتحدة الأمريكية ، تريد أن تقدم الحوثيين على أنهم القوة الوحيدة التي اتخذت إجراءات لمساعدة الفلسطينيين ، بينما ما قام به الحوثيون ليس سوى شرعنة الوجود الأمريكي في البحر الأحمر ، لأن ضرب السفن التجارية لا يؤثر على إسرائيل وإنما يؤثر على المستهلك حول العالم بما في ذلك المواطن اليمني الذي سيدفع زيادة الكلفة على الشحن ، بينما القواعد العسكرية الإسرائيلية تتواجد في جزيرة دهلك الإيرتيرية وجزيرة ميون اليمنية ، فلماذا لا يتم استهدافها ؟! والمضحك في الأمر أن الحوثيين يشترطون لوقف هجماتهم على السفن وقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة ، في الوقت الذي يشددون الحصار على تعز ويرفضون وقف إطلاق النار ، وبإمكانهم استهداف القوات الأمريكية التي تتواجد على طول الساحل الشرقي لشبه الجزيرة العربية ، إن كانوا حقا يناصبون أمريكا العداء . خلاصة القول ، إن أمريكا وبريطانيا ومن خلال تصريحات مسؤلين في الحكومتين ، لا تهدفا إلى إسقاط الحوثيين ولا إلى تحرير الشعب اليمني منهم ، وإنما مطالبتهم بوقف استهداف السفن التجارية ، مع العلم بأن الحوثيين أعلنوا أنهم يستهدفون السفن الذاهبة إلى إسرائيل فقط ، فلماذا تكفلت أمريكا وبريطانيا بالدفاع عن السفن ولم تسعيا إلى الضغط على إسرائيل لوقف مجازرها بحق الفلسطينيين ، مثلما أوقفتا سقوط الحوثي في الحديدة بحجة استمرار وصول المساعدات الإنسانية لليمنيين ؟ هذا يؤكد أن كل الذي يجري هو شرعنة للآخر ، فالحوثي شرعن لأمريكا حضورها في البحر الأحمر وأمريكا شرعنت للحوثي بقرار مجلس الأمن ، ويظل التافهون ممن اختطفوا الشرعية ومكثوا في الرياض وأبو ظبي السبب الرئيسي لما يحدث في اليمن . ١٣ يناير ٢٠٢٤ *من صفحة الكاتب بالفيسبوك

اضف تعليقك على المقال