ارسال بالايميل :
8304
الكاتب : عمر الحار
ابتعد عنها العرب ، وحضرت جنوب افريقيا . غاب عن نصرها العرب ، ونصرتها جنوب افريقيا التي تجرعت كأس جرائم العبودية والعنصرية و الابادة الجماعية لقرن من الزمان ، واطلقت العنان لمعركتها القانونية من اجل غزة العرب المنسية من العرب الغارقون في صمت رهيب و نوم عميق عما يجري فيها ، وهي تواجه الموت والدمار طيلة خمسة وتسعين يوما من الايام بلياليها من جيوش دولة الاحتلال وحلفائها من الدول الكبرى .
وشرعت محكمة العدل الدولية الخميس الماضي النظر في الدعوى المرفوعة لها من جنوب افريقيا التي تقع في 84 صفحة بحسب المصادر مدعمة بالادلة والقرائن والبراهين على جرائم دولة الاحتلال في غزة وذهبت حوالي عشرين دولة عربية ، واسيوية وافريقية وغربية اضافة الى الف منظمة دولية بالاعلان عن مساندتها القوية للدعوى . وتمثل استجابة اسرائيل لتعاطي مع المجريات القضائية للمحكمة علامة فارقة في تاريخها في التعامل مع اللهيئات الدولية بعدما شعرت بحجم المتغيرات الطارئة تجاهها و انقلاب الرأي العام الدولي رأسا على عقب عليها بحسب محللون .
ولم يعي قادة العرب ولا كتابها بان اسرائيل اضعف الان من قبل عدوانها على غزة ، واضعف بكثير من كل تاريخها الاجرامي بحق فلسطين ، وشعبها الصابر والمناضل والمقاتل في سبيل استعادة ارضه ونيل استقلاله الوطني المشروع ، ولا وجه لمقارنة ضعفها اليوم باي مقارنة لمصادر عنفوانها وقوة حضورها في كل المواقف والمحافل ، فهي تواجه اليوم خذلان داخلي وخارجي لم يدر بخلد قيادتها العنصرية ، الواقفة مصدومة من حجمه المستشري على كل صعيد ابتداءً من المتغيرات الطارئة على الرأي العام الدولي والإسرائيلي ، و اشتداد حدة مناهضتها من القوى الراديكالية و اليسارية والدينية ، و ارتفاع نبرة اصوات وخطاب معارضتها الغاضب على حكومة نتنياهو ، وسط ازدياد حركة المناصرين لغزة والداعين لوقف الحرب البربرية عليها ، وضرورة محاكمة حكومة لاحتلال على جرائمها بحق الانسانية .
ووضعت جنوب افريقيا رجلها على الطريق الصحيح للاقرار بالعدالة الدولية او الدعس عليها من خلال الانتصار القانوني لغزة و ادانة جرائم الاحتلال المرتكبة بحقها .
ومابين غزة وكيب تاوب تجري مواءمة الجرح والتاريخ والانتصار .
اضف تعليقك على المقال