يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

مضامين الاتفاق السعودي الحوثي مليئة بالقيح

عادل الشجاع
  الكاتب : عادل الشجاع هناك من يمني نفسه بأن الاتفاق السعودي الحوثي سيؤدي إلى إنهاء الحرب وسيفتح الباب واسعا للسلام السياسي والاجتماعي في اليمن ، يدفعهم إلى هذا التمني اعتقادهم بأن جميع القوى السياسية قد استغرقت طاقتها في الحرب وثبت للجميع أن أي طرف من الأطراف لا يستطيع أن يلغي الطرف الآخر . يعتقد هؤلاء المتفائلون أن الاتفاق بين السعودية والحوثيين ، سيحدث تأثيرا جوهريا على الأوضاع اليمنية وأن الحرب ستنتهي ، وستتحول معه اليمن إلى دولة مستقرة ويجهلون أن السعودية خلال التسع سنوات عمدت إلى خلق وضع في اليمن يشبه الوضع الميليشاوي في لبنان ويتطابق مع نظيره العراقي . وعلى الرغم من تشابه الوضع الميليشاوي في لبنان واليمن ، إلا أن الوضع في اليمن لا يرقى إلى مستوى تقاسم المليشيات اللبنانية وترتيب مواقعها السياسية والاقتصادية ، فقادة المليشيات في اليمن لا يمكن مقارنتهم بقادة المليشيات اللبنانية ، فليس عبد الملك الحوثي مثل نبيه بري ولا عيدروس الزبيدي مثل وليد جنبلاط وليس من العدل مساواة طارق صالح ببشير الجميل . فإذا انقلبت الأمور في اليمن وتحولت الحرب إلى سلام ، فإنها لن تكون أقل فضاعة مما كانت عليه الحياة العامة في لبنان ، لأن الوضع في اليمن يضاف إلى ما سبق ، يشبه نظيره العرقي من حيث اختزان العنف في الذاكرة من قبل ذوي الضحايا الذين سقطوا دون أن يكون لهم ذنب ، سوى أن الظروف أوقعتهم تحت سيطرة هذا الطرف أو ذاك . لقد خلفت الحرب التي قادتها السعودية ، بالإضافة إلى مبرراتها الحوثية ، قيحا يتجاوز أي أمل بإمكانية عودة اليمن كدولة مركزية موحدة ، فالقيح الذي تشكل من الجروح ، يتجاوز أي اتفاق على الطريقة السعودية التي لم تراع في هذه المصالحة ، حتى أدنى معايير المصالحة التي أنجزتها بين الفنانة آصالة والفنانة أنغام . لآ تريد السعودية أن يمضي اليمنيون نحو إنجاز السلام واستعادة الدولة ، بل تخلق مسببات استعصاء السلام السياسي والاجتماعي ، يتمثل في تقوية الحوثيين ككتلة متماسكة مع حلفائهم وبالمقابل تعمل على تفكيك الشرعية كي لا يسهل على الحوثيين ابتلاع الشرعية المهلهلة وتحويلها إلى شرعيات متعددة تطيل أمد الحرب مع الحوثيين . يمكن أن نخلص إلى القول ، بأن السعودية أسست مع شريكتها الإمارات كعدوان خارجي ، والحوثي كعدوان داخلي لعنف لا يمكن تصريفه أو تجاوزه بأي توافق سياسي على الطريقة التي تسلكها السعودية مع الحوثيين ، فلا يعقل أن تتخلى هذه المليشيات عن مصالحها عبر أي توافق أو عقد سياسي ، لأن فائض العنف والكراهية التي أسستها هذه المليشيات تطمح من خلالها أن توفر لها شبكة من الحقوق والمواقع . ونتيجة لما سبق ، فإن الوضع الجديد لابد أن يكفل مصالح المليشيات في ظل وجود نخبة قذرة ابتليت بها اليمن ، نخبة بلا رجولة ولا ظمائر ، سواء من الساسة ورجال الفكر أو من رجال المال ، فلا الأخلاق دفعتهم لتكوين أنفسهم في إطار المشروع الوطني ولا شرف حثهم على العلو والسمو ، فلا قيادة حكيمة ولا حتى غشيمة . ٢ يناير ٢٠٢٤

اضف تعليقك على المقال