ارسال بالايميل :
5225
محمد قشمر.
الكثير من الأسئلة التي تدور في أذهاننا جميعاً عن ذلك الدور الخفي للدبلوماسية اليمنية الذي لم نرى آثاره واضحةً جليةً حتى الآن. وما زال الغموض يكتنف الكثير من الزوايا الحادة للعمل الدبلوماسي اليمني. لماذا اتحدث عن العمل الدبلوماسي اليمني؟ لأن اليمن لها باع طويل في هذا الجانب وكانت صاحبة حضور قوي ولدينا كفاءات دبلوماسية تنحني لهم الدبلوماسية العالمية تأدباً وتقديراً وإجلالًا.
لا يمكن أن ننكر بأننا نمر بمرحلةٍ مؤلمةٍ من تاريخنا اليمني، وأن هذه المرحلة تلقي بظلالها علينا جميعاً ولها تأثير سلبي واضح على اليمنين قيادةً وحكومةً وشعب. لكن ما زلنا نتساءل هل نستطيع بخبرائنا السياسيين والدبلوماسيين ان نحقق شيئاً من النجاحات التي تخفف وطأة الإخفاقات الدبلوماسية التي كسرت ظهر الوطن وظهر الشعب.
انا اثق كثيراً بقيادات الخارجية اليمنية وأثق ببعض السفراء الذي استمعت اليهم وناقشتهم في كثيرٍ من قضايانا الملحة واثلجوا صدري بطرحهم الراقي الذي يبحث هو بدوره عن قاعدة قوية للانطلاق نحو تصحيح حقيقي لمكانة اليمن الدبلوماسية، اقل شيء في حاضرتها العربية.
اليمنيين في الخارج كجاليات او مغتربين يعيشون أوضاعاً قد لا تكون مختلفة كثيراً عن تلك الأوضاع التي يعيشها اليمني في الداخل، وهناك الكثير من القصص والحكايات التي تصلنا تباعاً فتؤذي نفوسنا كيف وصلنا الى هذه المرحلة من الضياع بسبب أطماع فردية مبنية على فكرٍ طائفي أودى بالبلاد والعباد، ولم يصل الا (السيد) الى عرشٍ ملطخ بدماء اليمنين وبكرامتهم التي تنقص يوماً بعد يوم في كل بلدٍ الجأتهم الظروف اللجوء اليه.
هناك البعض من السفراء الذي يبذلون جهوداً طيبة ًمن أجل تخفيف وطأة الغربة على المغترب اليمني وهناك من يفكر بإيجابية من أجل الوطن، لكن العملية تحتاج الى تكاتف دبلوماسي لقيادة الخارجية اليمنية والخروج برؤى موحدة وتوصيات يجب العمل بها دون أي تأخير.
كنت في لقاء خاص مع السفير المخضرم الدكتور شائع محسن الزنداني وطرحت عليه ما نراه انه جزء من الحلول التي نبحث عنها من أجل ما يمكن أن نسميهم مجازاً اللاجئين اليمنيين وخصوصاً الأطفال واهم مشكلة يواجهونها وهي استمرارهم في دائرة التعليم التي يجب الا تتوقف لأي سببٍ كون التعليم حق اصيل للطفل لا يمكن ان يحرم منه لأي سبب . وقد أكد لي أن هناك تواصل حثيث مع الأشقاء في المملكة لتسهيل بقاء الأطفال اليمنين في المدارس الحكومية ومحاولة أيجاد حلول عملية لأولئك
الذين عجزوا عن الالتحاق بالمدارس الحكومية السعودية ولم يستطيعوا ان يلتحقوا بالمدارس الخاص بسبب ارتفاع رسوم الدراسة، وما زلنا نؤمل بالأشقاء اولاً وبقيادتنا أن يصلوا إلى نتائج تخرجنا من هذه المعضلة التي تؤرق الافاً من الأباء والأمهات.
الأشقاء في المملكة بذلوا المليارات كمساعدات إنسانية لليمن في هذه المحنة، منها ما قدموه في مجال التعليم، الا اننا في حاجة ٍ ماسة لأن يكون لهم بصمة أعظم مع اللاجئين اليمنيين في المملكة ودعمهم في مجال التعليم، وقد كنت ناشدت مركز الملك سلمان وهو المركز العالمي ان يكون له يد إنسانية حانية في هذا الأمر وما زلنا ننتظر.
هناك من الناشطين والحقوقيين اليمنين المساندين للشرعية في الدول الأوروبية يفكرون بتقديم مناشدة عالمية للملكة من أجل أن يتم قبول الأطفال اليمنيين في المدارس الحكومية السعودية حتى تنتهي هذه الحرب التي مزقت الروح قبل الجسد وشرد الفكر والإنسان على السواء.
أتقدم للرائع والدبلوماسي المحنك بل الخبير الدبلوماسي اليمني سعادة الدكتور شائع محسن الزنداني بخالص تقديري وشكري لحسن استقباله لنا في مكتبه وتلمس هموم اليمنيين وأملنا أن يبذلوا كل الجهد من أجل تحقيق ما نصبو اليه في هذا الأمر.
اضف تعليقك على المقال