ارسال بالايميل :
7257
الكاتب : عادل الشجاع
ابتدع الأوكرانيون قبل الحرب طريقة ممتازة في مكافحة الفساد السياسي برمي مسؤلين في براميل القمامة ، فلماذا لا نمارس هذه الطريقة عندنا في اليمن على كل المتورطين بالفساد ، وطالما أنهم غابوا عن مكانهم الطبيعي المتمثل في السجن ، فلنضعهم في براميل القمامة .
صنفت منظمة الشفافية الدولية اليمن بين الدول الأكثر فسادا في العالم ، تصوروا أن أعضاء مجلس القيادة الثمانية يتقاضون ٢٥ مليون ريال سعودي ، بما يساوي مرتبات ٢٦٥٠٠ ستة وعشرون ألفا وخمسمائة موظف ، وتتقاضى مكاتبهم وحاشيتهم ١٥ مليون ريال سعودي شهريا ، بما يساوي مرتبات ١٦٠٠٠ ستة عشر ألف موظف بسعر ما يتقاضاه الموظفون في مناطق الشرعية ، أي أن مجموعة صغيرة تتقاضى شهريا ما يعادل ٤٢٥٠٠ اثنان وأربعون ألفا وخمسمائة موظف .
أعتذر من الأصدقاء الذين طلبوا مني ألا أكتب في مواضيع الفساد وأن أكتب في مواضيع أخرى ، أقول لهؤلاء الأصدقاء إذا لم نكتب عن هؤلاء الذين قد ورثوا أبناءهم سلطة الفساد ليستكملوا سرقتنا غدا ، فعن ماذا نكتب ؟
وإذا لم نتساءل عن سبب سكوت الشعب وقبوله بسرقة حقوقه بطريقة لم يشهد لها التاريخ مثيل ، فعن ماذا نسأل ؟ وأذا لم نكتب عن رئيس حكومة يتصرف بأمر اليمن وكأنه المتصرف بأمره ، فعن ماذا نتحدث ؟
وإذا لم نتألم لوضع المواطن الذي ينهبه الحوثي باسم مواجهة العدوان وتسرقه الشرعية باسم إسقاط انقلاب الحوثي ، فأصبح بلا مرتبات ولا كهرباء ولا خدمات ، ينهشه الفقر ويحاصره الجوع ويفتقد الأمن ، فعن ماذا سنتحدث ؟
وإذا لم نكتب عن بيع سيادة اليمن وبيع النفط وهو في باطن الأرض وبفارق ٣٥٪ عن السعر العالمي ، ثم نرجع نستورده بالسعر العالمي وعن الكهرباء التي تشترى من البواخر العائمة ، بينما المحطات الوطنية معطلة عن العمل ، فعن ماذا سنكتب ؟
إذا لم نكتب عن الحصار وقطع الطرقات وعن اليمنيين الذين يموتون في الصحاري أو البحار هربا من جحيم هذه الأرواح الشريرة التي وسعت المقابر وأوصلت الموت إلى كل بيت وعطلت التنمية وألغت الجيش والأمن وبنت مليشيات وأسست هيئة مصالحة مهمتها ضخ الكراهية والفرقة وأغلب أعضائها يداومون في مصر لملاحقة عادل الشجاع الذي لم يكفهم تشريده من وطنه ، بل شردوه من بلد آوى إليها وفرقوا بينه وبين أسرته ويلاحقونه أمام القضاء المصري الذي أخلى سبيله في الأولى وأسقط الدعوى في الثانية ، فذهبوا للاستئناف .
في اليمن واليمن وحدها يرفع الفاسدون الذين يتحكمون بالوطن ويمتلكون ملايين الدولارات ويتقاضون أموالا من اللجنة الخاصة ، يرفعون قضايا على من ترك لهم الوطن وترفع عن تدنيس نفسه بأموال اللجنة الخاصة ورفض أن يستلم أموالا ملوثة بدماء اليمنيين ، فإذا لم نكتب عن هؤلاء الأجراء الذين فقدوا الإحساس بمعنى الكرامة ، فعن ماذا سنكتب ؟
وأنت أيها الصامت ، إذا لم تقل رأيك اليوم وتدافع عن حقك ، فمتى ستقوله ، هؤلاء أحاطوا أنفسهم بقضاء فاسد وإعلام فاسد ، قضاة وإعلاميون يدافعون عن الفاسدين ، فلا وزير عدل ولا نائب عام ولا قاض حركه ضميره للقيام بواجبه لمحاسبة الفاسدين ومساءلتهم ، فليس أمام الشعب إلا اتباع الطريقة الأوكرانية وإلقاء الفاسدين في براميل القمامة ، صحيح أن أكياس القمامة في بلادنا لا تكفي لكل الفاسدين لكثرتهم ، لكن ممكن نعمل كل ثلاثة بكيس واحد .
الجمعة ١٠ نوفمبر ٢٠٢٣
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك
اضف تعليقك على المقال