ارسال بالايميل :
7582
الكاتب : شعيب الاحمدي
في 7 أكتوبر الجاري فشلت الترسانة الاستخباراتية الــ ـصهـ ـونية العظمى أمام الـ ـمقـ ـاومة الصغرى كما يظنونها. خلال ستة عشر يوما من الـ ـعد وان على فلـ ـسطـ ـين، توضحت مسألة فقاعة الـ ـمو سـ ـاد الـ ـصهيـ ـيوني المرعب للعالم، حيث أظهرت حجم قوة إسـ ـرائـ ـيل العسكري، الحقيقي من خلال قصفها الجوي للأحياء المكتظة بالسكان، منذ بدأ الـ ـطوفـ ـان حيث زرعت رُعب مروع في الـ ـكيـ ـان الداخلي، من القوة الخارقة في الـ ـكتـ ـاب، وزعزعت ثقة الشعب فيهم.
هذا الوهم بنيته في 48 بداية النكبة، حيث صنعت ترسانة من أوهام القوة العسكرية والسياسية والاستخباراتية التابعة لهم في العقل العربي والغربي، بمساعدة أمريكية وأوروبية عظيمة، وروجت لهم هذا الوهم بخوف حتى اللحظة الحقيقية الذي غيرت كثير من الأشياء، في غمضة عين.
إيضاحًا للصورة النمطية الظاهرة أمام العالم بحقيقة وهمية! يقول المفكر المصري د. عبدالوهاب المسيري مؤلف موسوعة الـ ـيهـ ـود والـ ـيهـ ـودية والصهـ ـيونـ ـية بأن "بقاء إسـ ـرائـ ـيل يرتكز على عاملين أساسيين هما: الدعم الأمريكي بلا حدود" وهذا ما تعمله منذ نشأتها حتى الآن بالفعل.
هذا الدعم جعل العرب بحالة خضوع دائم للأوامر، وخوف مستمر من اتخاذ قرار عربي مستقلّ في الشراكة العسكرية، وغياب دائم من حسم القضية الكبرى مع إسـ ـرائـ ـيل الذي تنتهك باستمرار الأراضي الـ ـمقـ ـدسة؛ أو صناعة قرار موحد بينها البين، بالدعم السياسيّ كأقل واجب.
حيث يوضح المسيري في العامل الآخر هذا الأمر ويقول: "الغياب العربي بلا حدود!"
وهذا ما يحدث بالفعل أيضًا، حيث يزيد عمرًا إضافيًا لإسـ ـرائـ ل.
نجحت اسرائيل في تسويق الوهم، عبر الوسائل السياسيّة الأمريكية والأوروبية، لفترة طويلة حيث تمكنت من أشياء عديدة أهمها التطبيع، والتنقل في الشرق والغرب بحرية، هذا السلاح أسهل سلاح عند المسوقين الأمريكان كونهم أكبر تجار أغنياء في البيع والشراء الاستراتيجي في الشرق الأوسط، لكنه يعتبر أكثر سلاح فتاك بالشعوب والحُكام بحريتهم منذ الأزل، كونه يجعلهم في حالة هستيرية من الخوف والقلق العسكري، الفقر والمرض السياسي.
خلال هذه الفترة العصية والدمار الشمال والإبـ ـادة الجماعية في غـ ـزة، إذا استقامت إسـ ـرائـ ـيل على كيانها، واستقالات بجيشها وسياستها، بلا التدخلات الأمريكيّة والغربية سيتضح بأن عُمر إسـ ـرائـ ـيل الحقيقي في المواجهة، لن يتجاوز شهرين متتالين، أمام القوة الإيمانية في قلوب الـ ـمقـ ـاومة الفلسطينية
اضف تعليقك على المقال