ارسال بالايميل :
6269
عمر الحار
الوضع القتالي في مأرب يبعث على القلق والتساؤلات ،ومأرب تنزف وتقتل كل يوم ،وسط خذلان الجميع لها ،صامدة صمود جبالها الراسيات،وتفضل الموت واقفة مثلها ولا شي يقوى على دفعها للهروب او الخنوع او الاستسلام .
تقاتل مأرب بحميتها وحيدة في الجبهات ويموت ابطالها في المتارس ولا يجدون من يقل جرحاهم لانعدام الوقود او وسائل النقل ،وتفتدي مأرب وطنها وكرامتها بفلذات اكبادها ولم تجد من ينصرها حتى بتسيير طواقم الاسعاف لانقاذهم،وهم يضحون بارواحهم دفاعا عن حفنة طاهرة من تراب ،ويقتلون من اجل نظام عجز عن تقديم شيئا لهم طوال عقود من الزمن وتركهم يدارون معاناتهم المزمنة مع التخلف والحرمان التنموي السحيق ،وماجدوى ان تموت من اجل وطن لا يعترف بوجودك بتعبير الكاتب العربي السوري محمد الماغوط .
وكان بامكان مأرب ان تحمي نفسها من عاصفة الاحداث وتنجوا من موتها بالانحاء مثل عمران وصنعاء ،ولا تقبل بان تصبح ضحية لمشروع المؤمرة على الوطن ونظامه الجمهوري ،ومن اولى بالتضحية والنضال عمران التي التهمت الثورة اليمنية وخيراتها حية وميتة ام مأرب التي قتلتها الثورة وابقتها رهينة للجهل والتخلف طيلة الحقب الماضية من عمرها وهي رصاصتها الاولى التي سكنت بكبرياء في رأس الامامة .
ولكنها مأرب بوابة لحياة اليمن وعزتها في كل مراحل التاريخ .
واعلم بان حديثي اليوم عن مأرب ومطالبتها بالتخلي عن تضحياتها في سبيل الوطن خيانة عظمى لا تقل عن خيانة الشرعية لها،وتخلي اليمن الكبير عنها،وتركها تقاتل وحيدة،لا ناصر ولا معين معها الا الله،وتجار الحروب يستلمون ثمن خيانتهم لثورة والجمهورية بكل العملات ويديرون معاركهم المالية على ارضها ،ولا ضير ان قتلت مأربا او ما تبقى من رجالها الابطال الميامين .
ومأرب ستظل مدرسة لاحرار اليمن و اسطورة فخرهم في الحياة كما كانت في التاريخ ،ولن تقبل الكف عن صناعة الامجاد ،ولن تغيب شمس الحرية عنها .
اضف تعليقك على المقال