ارسال بالايميل :
5842
بقلم : عمر الحار
لاغموض يذكر في السياسة الخارجية لامريكا ،و تكاد تلعب على المكشوف في قضايا الدول والشعوب التي تستهدفها بعد استكمال مخطط الانقضاض عليها، واختيار ادواته الداخلية والخارجية،ومصادر التمويل،وتمارس السرية المحكمة لفترة الحمل بانجاز خطة التغيير التي ترغب في تنفيذها فقط،وتشرع في نفش ذراعيها عقب توكليها للاطراف بالانطلاق في الخطوط العامة لها دون الايضاح عن اهدافها المباشرة التي تتكشف خفاياها يوم عن يوم لدرجة الوصول الى عمقها مع مجريات الاحداث التي تشهدها البلدان .
وسرعان ما ترفع المحظور عن العديد من الاوساط الاعلامية التي تمثل اذرعها في صناعة الرأي العام الوطني و الدولي لها ،وتمكنها من الخوض في ابعاد الصراعات وخطورتها على الدول المنكوبة بها،والدول الرعاية لها بدرجات متفاوته.
وتتعامل امريكا مع الاخيرة منها بسياسة القوة الناعمة التي ترغمها على الاستجابة لشروط المشاركة في تولي ادارة المتغيرات وتوزيع وتقسيم الادوار بينهم في الصراع وصولا للقناعة بحمل بيرق الوقوف والضد مع الضحية من الدول والشعوب ،التي تتحول جغرافيتها لساحات لتصفية حساب الاطراف الاقليمية فيها،وبما يؤمن تحقيق الاهداف الدولية الخفية لها .
وتظل الحالة اليمنية اصدق مثال لسياسة الامريكية في المنطقة وتنظيم وتجهيز اطرافها الداخلية والخارجية والزج بهم في اتون الصراع .
وامريكا هي الاستثناء في الدول الكبرى التي تعتمد على منهجية القوة الناعمة في سياستها الدولية دونها لجؤها الى مداهنة قيادات الدول او الميل الى الليونة معهم ،وتمارس خياراتها المطلوبة معهم بالظاهر وبكل حزم وقوة ،ولاتترك لهم الخيرة من امرهم، وتتبع بوضوح سياسة الترهيب والترغيب معهم ،وتخويفهم بمآلات و مصير المعارضين لها في المنطقة والعالم ،وتستعرض بكل جسارة امامهم آليات ابتكارها لطرق ازالتهم مع دولهم في غمضة عين،وبالتكلفة الصفرية من خلال جررتهم الى كوارث الحروب ووقوعهم في مهلاكها ،وهي المستفيدة الوحيدة منها بالعمل على تحريك مكنة مصانعها الحربية المتوفقة ،وكسبت مليارات الدولارات منها حتى استطاب لها الاعتماد على اساليب المحارق والحروب كلما هواء اقتصادها القومي وتراجع
ميزان مدفوعاتها المالية .
وتتميز امريكا بقدراتها الرهيبة في ادارة العالم والاستحوذ المنظم على مقدراته والتحكم العقلاني بمصير غالبية الدولة والشعوب وبالذات ما يعرف منها بالعالم الثالث الواقع تحت رحمتها،عقب اغراقه في مشاكل الصراعات والثأرات السياسية والانغماس الطوعي في الفقر ،و منحهم شيئا من ديمقراطية العذاب،وامتصاص ثرواتهم الاقتصادية ،والتصدق عليهم بالفتات منها .
وهناك بونا شاسعا بين عهود الاستعمار الاوربي البائد،والعهد الامريكي الحديث الصاعد و الطاغي على العالم بشطحاته العلمية الرائدة و ثوراته التكنولوجية و الرقمية المذهلة .
هذه امريكا العظمى قائدة العالم الحر والمعاصر بلا رتوش،دونما الخوض في فلسفتها الدينية العميقة التي تدعوها لادارة محارق الالفية كواجب علوي مقدس يستوجب التقليل من معدلات الانفجار السكاني في الدول الفقيرة بالحروب والاوبئة ،
اضف تعليقك على المقال