يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

ماوراء اقتصاص المليشيا للصماد!!

sadeq
نجيب المظفر أحكام الإعدام المنفذة اليوم بصنعاء بناءً على محاكمات تفتقر لأبسط معايير العدالة التي تحتم على المحكمة أن تجعل جلسات محاكمتها في قضية كهذه علنية يدلل على واحد من أمرين: الأول: أن اغتيال الصماد تم في سياق التصفيات البينية داخل المليشيا كون الصماد كان من رجال عفاش الذين تمكن من كسب ولائهم له من داخل المليشيا خلال حروب صعدة ومما يدلل على هذا هو تقمص الصماد لشخصية عفاش عند أي ظهور إعلامي خطابي له، ولأن الرجل أصبح على رأس الهرم القيادي للمليشيا كان ولابد عليها أن تستثمر حدث اغتياله أمنيا بالتسويق الإعلامي له بطريقة تدلل على أن قبضتها الأمنية ماتزال محكمة خصوصا بعد موجة الإغتيالات الأخيرة التي طالت عددا من قياداتها وسط صنعاء، أو على إثر المجازر التي تحصد فلولها على أطراف مأرب وذلك حتى لايفكر الشارع بالانتفاضة عليها من الداخل، وهو ما حتم عليها من وجهة نظري أن تلجأ لتلفيق تهمة الإغتيال لأشخاص من مجتمع مسالم ليس لديه نزعات دموية حتى لايثور عليها ذلك المجتمع عند تلفيقها لتهم كاذبة على بعض أبنائه فتتمكن على إثر ذلك من تنفيذ أحكام القتل بحقهم في وضح النهار ليكونوا عبرة لغيرهم ، ومما يؤكد هذا أن من ضمن من لفقت لهم تهمة قتل الصماد صغار سن لم يبلغوا السن القانونية التي يصح للقضاء أن يحكم على من بلغها بالقصاص إن قَتل، ولايصح له أن يحكم بالقصاص على من لم يبلغها وإن قَتل، فلا عقوبة إلا بتكليف، هذا إلى جانب اختيارها لتوقيت تنفيذ الإعدام، والذي لم يأتي في هذا التوقيت اعتباطا. الثاني: أننا إن لم نسلم بوجود تصفيات بينية داخل المليشيا فإننا بلا شك سنزداد يقينا أن قبضة المليشيا الأمنية رخوة إلا على البسطاء المساكين، وإلا كيف يمكن لنا أن نفسر عدم توصل أجهزة المليشيا الأمنية لخيوط تكشف المتورطين بقتل المحطوري وجدبان وشرف الدين وحسن زيد ويحيي الشامي وابنه زكريا وغيرهم؟! وللجواب على هذا التساؤل لاتستبعدوا أن تلجأ المليشيا لتركيب تهم قتل هؤلاء لمعتقلين لديها وتحاكمهم في أقبية سجونها بناء على اعترافات أملتها عليهم تحت وقع سياط جلاديها فتخرج لنا بمسلسل إعدامات جديد ستختار توقيته بعناية لتؤكد لجماهير الشعب الذين ضاقوا ذرعا بها وبممارساتها اللا أخلاقية واللا قانونية والغير مراعية لأبسط الأعراف المجتمعية أنها ماتزال قوية متماسكة حتى لا يفكر احد بالإنقضاض عليها من الداخل فيما الحقيقة أنها لم تعد كذلك. فقوتها واستمرار بقائها وتمادي ممارساتها البلطجية تستمدها من ضعف تماسك المجتمع الرافض لها، ومن وجود ثغرات تساهَل في سدها من يقاومونها في ميدان المواجهة، وإلا والله فإنها أضعف مما يتصور الكثير واسألوا رجال الميدان الذين خبروها وخبروا قوتها عن حقيقة قوتها.

اضف تعليقك على المقال