ارسال بالايميل :
3080
الكاتب : حسين البهام
لم تكن الوحدة اليمنية مجرد نزوة أو فكرة عابرة أراد من خلالها بعض الساسة تحقيق مكاسب سياسية أو شخصية خلال فتره زمنية معينة تنتهي بعد انتهاء المصالح ، فالوحدة اليمنية كانت أحد أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين ومطلب شعبي- جماهيري في كل مراحل التاريخ القديم و المعاصر.
اليوم نجد بعض الأقلام المأجورة تحاول التشكيك في الحقائق الدامغة للوحدة اليمنية التي منها انبثقت الجمهورية اليمنية، حيث نقول لهم بأن الوحدة هي وحدة الأرض والإنسان في كل النواحي الاجتماعية و الثقافية والسيكلوجية النفسية وان التشكيك فيها وفي الهوية الواحدة لهذا الشعب تمثل خيانة عظمى يستوجب محاسبة من يرتكب تلك الخيانه بغض النظر عن موقعه في الدولة.
لقد كانت الوحدة اليمنية في كل المراحل التاريخية مطلب جماهيري سامي تحقق عام 1990م بعد ذوبان الهوية التشطيرية للوطن واستبدالها بالهوية الوحدوية المتمثلة بالصفة الرسمية لها باسم الجمهورية اليمنية فلم يعد القبول بعد اليوم بأقل من الحفاظ على ذلك المنجز العظيم الذي تحقق على أيدي الزعيمين علي عبدالله صالح و علي سالم البيض الذي دخل التاريخ من أوسع أبوابه بغض النظر عن ت تراجع الأخير عن هذا القرار التاريخي بعد اندلاع المواجهات العسكرية عام ١٩٩٤م والتي فيها انتصرت ارادة الشعب على السياسة النفعية لتبقى الوحدة شامخة شموخ جبال عيبان وشمسان.
إذن..نحن اليوم أمام مواجهة حقيقية ليس بين مشروعين متناقضين كما يحاول بعض الساسة تصويره، لكن بين الحق والباطل..بين الخير والشر..بين حقيقة الانتماء للوطن بقيم الوحدة وبين الخيانة والارتهان لمشروع الاقليم والذي يرى في هذه الوحدة خطراً علية.
اليوم مع الأسف الشديد هناك من الساسة من يحمل مرض السابكوباثية..هذا المرض العدائي الذي به يريد العودة بنا إلى الخلف لتحقيق مكاسب شخصية على حساب أهداف ثورة أكتوبر المجيده من خلال تلاعبه بالمصطلحات السياسية..نقول له إن انشغالكم بصناعة الكلمات التحريضية ضد وحدة الوطن افقدكم التوازن الثقافي أمام الشعب ليظهر للعالم تطرفكم المناطقي الذي منه يتم صناعة الفساد في كل أروقة و مفاصل الدولة.. ذلك الفساد الذي ضربت جذوره اعماق البحر بسبب التفرد بالسلطة والانفراد بالقرار السياسي من قبل فئة معينه تريد أن تحكم شعب بأكمله بقوة السلاح من خلال تلجيم الأفواه المطالبة بالعدالة والمساواة السياسية والاجتماعية
اليوم الشعب يقول لهؤلاء العدائيين لكل ماهو جميل في وطني ، بأن مرور ٣٤عاما على الوحدة اليمنية لدليل قاطع بأن الوحدة وجدت لتبقى ولن تكون بوابة للكسب السريع على حساب من ضحى وناضل من أجل تحقيقها..لقد تحققت الوحدة بعد تضحيات جسام قدمها الشعب اليمني لتبقى خالدة طول الزمن فمن أفسده الإقليم بمغريات العصر ليكون اداة لتمزيق الشعب لن يصلحه فك الارتباط كما قال الشاعر..
عَجوزٌ تُرجّي أنْ تَكونَ فَتيَّةً
وقَد نَحِلَ الجَنبانِ و احدَودَبَ الظَّهرُ
تَدُسُّ إلى العَطّارِ سلعة أهلها
وَ هَل يُصلِحُ العَطّارُ ما أفسَدَ الدَّهرُ؟
اضف تعليقك على الخبر