مقالات حرة

سيئون الطويلة”.. المُوقف المُنحاز دوماً للدولة والشرعية

بقلم / محمد سالم بارمادة

حتى أكون مُنصفاً وانقل الحقيقة كما هي على الواقع عندما اكتب عن مليونية “حضرموت أولاً” التي نظمها الائتلاف الوطني الجنوبي بمدينة سيئون يوم الاثنين الموافق 24/8/2020م, تجشمت عناء السفر وقطعتُ ما يُقارب العشر ساعات ذهاباً وإياباً لهذه المدينة التي اعرفها حق المعرفة بكل ما فيها من معالم وشوارع ومساجد وأسواق, فهي مسقط راس والدتي ووالدي وأجدادي لأبي وأمي, لهذا لم أكن غريباً على هذه المدينة عندما أحل بها, وأستطيع أن أتنقل بمفردي من حي إلى آخر, ومن شارع إلى آخر أيضاً, وهذا ما حصل بالفعل في زيارتي الخاطفة لمدينة سيئون .

تجولت بأغلب شوارع مدينة سيئون الرئيسية حتى تلك الشوارع التي تم قطعها من قبل عناصر اعتبرها خارجة عن النظام والقانون, عناصر لا تؤمن بالتعددية السياسية واختلاف الرأي تابعة لما يسمى الانتقالي, حاولت أن تحرق بعض الإطارات في محاولة بائسة ويائسة لعمل فرقعة إعلامية يُطيبون بها خاطر من أعطاهم صفارة البدء بالقيام بهذه الأعمال, ولكن في المجمل العام رأيت شوارع مدينة سيئون تتزين بأعلام الجمهورية اليمنية وصور فخامة الرئيس القائد المشير عبدربه منصور هادي, ولافتات كبيرة طُبع عليها شعار الائتلاف الوطني الجنوبي .. رأيت للأمانة التاريخة الُمشاركين توافدوا إلى ساحة المليونية زرافاً ووحدانيا من جميع مديريات الوادي والصحراء, باختصار شديد ما رايتهم في مليونية “حضرموت أولاً” من بشر لم أكن أتصوره أو أتخيله, فالمشاركين كانوا بمئات الآلف وعلى طول النظر, وليس مثل ما تم تصويره من قبل الكتائب الإلكترونية للمجلس الانتقالي وتم نشره على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة .

أردت من خلال زيارتي الخاطفة لمدينة سيئون أن اكتب بما رايتهُ وشاهدتهُ بأم عيني, ولا اعتمد على نقل أخبار مليونية “حضرموت أولاً” من وسائل الإعلام المختلفة رغم احترامي للكثير في نقل الأخبار بكل صدق وحيادية أو حتى من قبل بعض المقربين لي, واعتمادي على مشاهدتي الشخصية للمليونية هدفها الأساسي أن أستطيع الخروج بكلام مُقنع لي ولغيري عندما اكتب, فمن رأى ليس مثل من سمع, وعليه أقول باختصار شديد:

أكاد أجزم بأن مدينة سيئون بمحافظة حضرموت “الوادي والصحراء” طوت يوم الاثنين الموافق 24/8/2020م صفحة المجلس الانتقالي الجنوبي بعد أن طوت محافظات أبين, سقطرى وشبوة هذه الصفحة قبل أيام قلائل, وأختار أبناء حضرموت “الوادي والصحراء”تفويض الائتلاف الوطني الجنوبي أن يكون مُمثل لهم في أي استحقاقات سياسية من أجل انتزاع حقوق حضرموت السياسية في الشراكة والتمثيل العادل على كافة مستويات السلطة وبما يتناسب مع موقعها الاستراتيجي ومساحتها وثروتها وإرثها الحضاري والثقافي, هذا الائتلاف الذي يعمل على ترسيخ قواعد الشفافية من أجل تحقيق رؤيته وإستراتيجيته في بناء اليمن الاتحادي الجديد, وتثبيت مبادئ الدولة الاتحادية اليمنية الحديثة في مرحلة من أصعب وأدق مراحل التاريخ اليمني الحديث .

طوت مدينة سيئون يوم أمس والى الأبد صفحة المجلس الانتقالي في مليونية أتت في سياق مواصلة الفعاليات الحاشدة التي خرجت بشكل غير مسبوق في محافظات أبين وشبوة وسقطرى للتأكيد على الشراكة الوطنية وتجديد دعم الشرعية ممثلة في فخامة رئيس الجمهورية المشير الركن عبد ربه منصور هادي وتثمين جهود تحالف دعم الشرعية بقيادة الأشقاء في المملكة العربية السعودية والمطالبة بسرعة تنفيذ اتفاق الرياض .

لقد قال أبناء حضرموت “الوادي والصحراء” كلمتهم لكل الذين انحرفوا عن ثوابت الشعب اليمني والذي ما زال مسلسل انحرافهم مُستمراً بحجج وهاية, قالوا لهم لا نريد لكم الانزلاق عن ثوابت الوطن بل عودوا إلى رشدكم وإلى حضن اليمن الواحد الموحد وانضموا إلى ركب إخوانكم وتعالوا نضع أيدينا بأيدي بعض للتخلص من المليشيات الانقلابية الحوثية الإيرانية الإرهابية فليس لنا إلا هذا الوطن بقيادة الرئيس القائد المشير عبدربه منصور ولم يبق لنا سواه .

أخيراً لا آخراً .. يوم أمس أكد أبناء حضرموت “الوادي والصحراء” على موقفهم المُنحاز دوماً للدولة والشرعية والرافض لمشاريع الفوضى والعنف والإقصاء والتهميش، والرافض أيضاً إلى أولئك الذين جعلوا من مجلسهم مطيَة إلى غايتهم الموغلة في الأنانية والمصلحة الشخصية, وأكدوا وبما لا يدع مجالاً للشك تأييد حضرموت لمشروع الدولة الاتحادية القائم على نظام الأقاليم الذي ينصف إقليم حضرموت ويعيد له اعتباره ويؤهله لممارسة دور يليق بمكانته وتضحيات أبنائه, والله من وراء القصد .

حفظ الله اليمن وشعبها وقيادتها ممثلة في فخامة الرئيس القائد عبدربه منصور هادي من كل سوء وجعلها دوماً بلد الأمن والأمان والاستقرار والازدهار .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى